هل حقيبتك الفاخرة فعلًا من باريس؟ فيديوهات تنتشر وتؤكد: الصناعة في الصين

فيديوهات منتشرة على تيك توك ويوتيوب تثير الجدل حول مصدر حقائب الموضة الفاخرة، وتدّعي أن كثيرًا منها يُصنع في الصين ويتم بيعها بأسعار خيالية تحت أسماء أشهر الماركات الغربية. لكن ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وما دور منصة DHgate في هذه القصة؟
موجة من الفيديوهات المنتشرة عبر تيك توك وإنستغرام ويوتيوب أشعلت نقاشًا واسعًا حول مصدر حقائب اليد الفاخرة. مؤثرون وهواة موضة بدأوا يفضحون ما يدور خلف الكواليس، مدّعين أن كثيرًا من حقائب الماركات العالمية مثل لويس فيتون، غوتشي، وبرادا، لا تُصنع في باريس أو ميلانو، بل في مصانع صينية، وبعضها - حسب قولهم - يتم إنتاجه في نفس المواقع التي تصنع نسخًا مقلدة تُباع على منصة DHgate.
القصة بدأت من فيديوهات تقارن بين حقائب أصلية وأخرى تم شراؤها من DHgate بأسعار لا تتجاوز 60 دولارًا. كانت المفاجأة بالنسبة للمشاهدين في التشابه الكبير بين النسختين من حيث الخياطة والخامات والتفاصيل. أحد المستخدمين كتب في تعليق: "يعني بندفع 3000 دولار على شيء ممكن نجيبه من DHgate بـ 50؟".
لكن قبل أن تلغي رغبتك في اقتناء حقيبة فاخرة، فلنحلل القصة بشكل أعمق.
الحقيقة حول الصناعة الفاخرة:
صحيح أن بعض العلامات التجارية الفاخرة تستعين بمصانع في الصين لإنتاج أجزاء من منتجاتها، مثل الأقمشة أو بعض المكونات الداخلية، وهذا يشمل حتى شركات مثل Coach وMichael Kors. أما العلامات الراقية جدًا مثل Hermès وChanel وLouis Vuitton، فتؤكد أن تصنيع منتجاتها يتم بالكامل في فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا.
مع ذلك، فإن الواقع أكثر تعقيدًا. قد تحمل الحقيبة ختم "صنع في فرنسا"، لكنها قد تكون مرت بمراحل إنتاج جزئية في الصين أو دول أخرى قبل التجميع النهائي. هذه ممارسات معتادة في سلاسل الإنتاج العالمية.
وما دور DHgate؟
DHgate هي منصة تجارة إلكترونية صينية تربط بين المصانع والمشترين الدوليين. ورغم أنها تقدم مجموعة واسعة من المنتجات، فإن شهرتها جاءت من بيع "النسخ المشابهة" لمنتجات فاخرة بأسعار زهيدة.
بعض صُنّاع المحتوى على تيك توك يزعمون أن السبب وراء الشبه الكبير بين النسخ هو أن المصانع التي تنتج نسخ DHgate هي نفسها التي تتعامل مع الماركات الأصلية. رغم صعوبة إثبات هذا الادعاء، فإن العديد من المصانع في الصين باتت محترفة في تقليد التصاميم بدقة عالية.
لماذا ينتشر هذا الجدل الآن؟
الشفافية أصبحت قيمة مركزية لدى جيل Z، ومع ارتفاع الأسعار وتزايد التضخم، تبدو فكرة دفع آلاف الدولارات لحقيبة قد تكون مشابهة جدًا لنسخة بـ 60 دولارًا غير جذابة. إضافة لذلك، انتشار التسويق عبر المؤثرين جعل من الصعب التمييز بين ما هو أصلي وما هو مظهر فقط.
ماذا تقول الماركات الكبرى؟
لم تصدر معظم الماركات ردودًا مباشرة على هذه الادعاءات. لكنها معروفة بملاحقتها القانونية للباعة الذين يروجون للمنتجات المقلدة. وتؤكد دائمًا أن كل منتج أصلي يمر بمراحل فحص صارمة ويتم تتبعه برقم تسلسلي وشهادة.
لكن المستهلكين يتساءلون: إذا كانت مراقبة الجودة بهذه الصرامة، لماذا تبدو النسخ متطابقة تقريبًا؟
المنطقة الرمادية قانونيًا وأخلاقيًا:
شراء منتج شبيه (dupe) لا يُعتبر غير قانوني طالما لا يحمل شعار الماركة أو اسمها. لكن من الناحية الأخلاقية، يُطرح سؤال: هل ندعم تقليد المصممين الأصليين؟ أم أننا نرفض الأسعار المبالغ فيها ونبحث عن البدائل؟
كثير من أسعار المنتجات الفاخرة تعود إلى قيمة العلامة نفسها، أكثر من تكلفة المواد أو التصنيع. السعر لا يعكس فقط الجودة، بل أيضًا التسويق، والتاريخ، والطلب الحصري.
الجدل الأوسع:
القضية لم تعد فقط حول حقيبة أصلية مقابل مقلدة. بل أصبحت مسألة قيم. جيل الشباب اليوم يهتم بالشفافية، التسعير العادل، الإنتاج الأخلاقي، والاستهلاك الذكي.
بعض المستخدمين يفضلون دعم مصممين مستقلين بدلًا من شركات ضخمة قد لا تكون صادقة تمامًا بشأن مصادر تصنيعها. آخرون يرون أن الأهم هو الشعور الذي تمنحه لك الحقيبة، وليس المكان الذي صُنعت فيه.