الإثنين | 16 - يونيو - 2025
lightmode darkmode
  • الرئيسية
  • اقرأ
    • أخبار الأردن
    • اقتصاد و شركات
    • عربي و دولي
    • فلسطين
    • مقالات
    • رياضة
    • منوعات
    • تكنولوجيا
    • صحة
    • فنون
  • استمع
  • شاهد
  • أرسل خبرا
  • خلفية الموقع
    غامق
    فاتح
شريط الأخبار نتنياهو: إيران ستدفع "ثمنا باهظا جدا" لمقتل مدنيين في إسرائيل القسام تقنص جنديًا وسرايا القدس تقصف القوات المتوغلة بخان يونسإيران تنفي أنها طلبت من قبرص توصيل رسائل إلى إسرائيلالسيسي يحذر من النهج الإسرائيلي في المنطقةالديوان الملكي الهاشمي الملك: الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيهإيران تحث العراق على منع إسرائيل استخدام مجاله الجوي وأراضيه في هجماتهاالجيش الإسرائيلي يعلن خفض مستوى الإنذار والسماح للسكان بمغادرة الملاجئتدمير قصر الباشا.. طمس لذاكرة غزة البصرية واغتيال لهويتها التاريخيةفرنسا تندد بخطر النووي الإيراني وتدعو لتفعيل الدبلوماسيةإسرائيل تقصف منشأة نووية في أصفهان بإيرانالشرطة الإيرانية: اعتقال عضوين من الموساد في إقليم ألبرز غرب طهرانإسرائيل تبقي مجالها الجوي مغلقا لليوم الثالث وسط التصعيد المتواصل مع إيران اليونيسيف تحذر من مجاعة كارثية: القنابل تتدفق في غزة أكثر من الغذاءإسرائيل تصدر تحذيرا للإيرانيين قرب المفاعلات النووية لإخلاء منازلهمألمانيا وفرنسا وبريطانيا تعرض إجراء محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي
+
أأ
-
الرئيسية عربي و دولي

تصعيد إيران وإسرائيل: مواجهةٍ غير مسبوقة بين «الأسد الصاعد» و«الوعد الصادق»

  • تاريخ النشر : الأحد - pm 03:59 | 2025-06-15
تصعيد إيران وإسرائيل: مواجهةٍ غير مسبوقة بين «الأسد الصاعد» و«الوعد الصادق»

شهدت الأيام 13–15 يونيو 2025 مواجهة مباشرة وغير مسبوقة بين إيران وإسرائيل، تبادل فيها الطرفان ضربات عسكرية حقيقية لأول مرة منذ عقود. ضربت إسرائيل عمق إيران بعملية جوية قتلت فيها قيادات بارزة وعلماء نوويين، وردّت إيران بوابل صاروخي مُكثّف أصاب مدناً إسرائيلية. هذا التصعيد الخطير يكشف عن فصل جديد في توازن الردع، حيث يسعى كل طرف لإثبات قوته وتغيير قواعد الاشتباك، وسط أدوار ملحوظة للحلفاء الإقليميين والدوليين. أثارت هذه التطورات مشاعر القلق والوعي السياسي، مع متابعة شبابية كثيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتساؤلات حول مستقبل الأمن والصراع في المنطقة.

موجز التصعيد وآخر التطورات 

خلال ثلاثة أيام الماضية من 13 إلى 15 يونيو 2025، انطلقت شرارة التصعيد بضربة إسرائيلية مفاجئة وواسعة النطاق على أهداف داخل إيران فجر الجمعة 13 يونيو. شنت إسرائيل عملية جوية غير مسبوقة حملت الاسم الرمزي «عم كَلافي» بالعبرية وتعني الأسد الصاعد)، استخدمت فيها حوالي 200 طائرة مقاتلة لضرب ما يقرب من 100 هدف إيراني. استهدفت الغارات منشآت نووية رئيسية كموقعي نطنز وأصفهان النوويين، إضافة إلى مصانع صواريخ باليستية ومقار عسكرية داخل العمق الإيراني. وسمع دوي انفجارات عنيفة في طهران قرب قواعد عسكرية وأحياء يقطنها كبار القادة، كما اندلعت حرائق في مناطق سكنية جراء القصف.

أسفرت الضربات الأولى عن ضربة قوية للقيادة الإيرانية: إذ قُتل عدد من أبرز القادة العسكريين في الحرس الثوري والجيش الإيراني، بينهم اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري، واللواء محمد باقري رئيس الأركان العامة، ونائبه غلام علي رشيد، إضافة إلى علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى. كما فقدت إيران قادة آخرين في سلاح الجو والدفاع الجوي بالحرس الثوري، وعدداً من خبراء الاستخبارات والعمليات. والأخطر أنّ الضربة طالت أيضًا عقولًا نووية إيرانية بارزة؛ حيث أُعلن عن مقتل ما لا يقل عن 6 من كبار العلماء النوويين، منهم فريدون عباسي دواني الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية، ود. محمد مهدي طهرانجي رئيس جامعة آزاد بطهران. وقد أكّد الإعلام الإسرائيلي أن سلاح الجو قام بـ«تصفية» مجموعة إضافية من العلماء ذوي الصلة المباشرة بالبرنامج النووي. هذه الضربة الشاملة وُصفت بأنها الأعنف منذ الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وأحدثت صدمة كبيرة في الشارع الإيراني.

على الجانب المقابل، لم تتأخر طهران في الردّ. اعتبرت القيادة الإيرانية الهجوم الإسرائيلي «إعلان حرب» وانتهاكاً صارخاً لسيادتها وخطوطها الحمراء. خلال ليلة 13 وصباح 14 يونيو، أطلق الحرس الثوري عملية رد باسم «الوعد الصادق 3» (امتداداً لوعود سابقة بالانتقام). جاء الرد الإيراني على شكل هجمات صاروخية وجوية واسعة النطاق، شملت إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة ونحو 200 صاروخ باليستي على عدة دفعات. استهدفت هذه الصواريخ والمسيرات مواقع حيوية داخل إسرائيل، وصولاً إلى تل أبيب والقدس وحيفا ومناطق أخرى، في أول مواجهة عسكرية مباشرة بهذا الحجم بين الدولتين. دوّت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل وهرع المدنيون إلى الملاجئ، فيما سقطت بعض الصواريخ على مناطق مأهولة محدثة دماراً ملحوظاً في المباني والبنية التحتية.

بحلول 15 يونيو، كانت المواجهة قد بلغت ذروتها. على الرغم من أن إسرائيل أعلنت أنها اعترضت معظم الصواريخ الإيرانية، إلا أن الواقع شهد خسائر بشرية ومادية ملموسة. قُتل ما لا يقل عن 6 إسرائيليين وجُرح أكثر من 180 آخرين جراء الضربات الإيرانية المتلاحقة، بما في ذلك سقوط صواريخ على مدينة بات يام جنوب تل أبيب. في المقابل، تكبّدت إيران خسائر فادحة بلغت نحو 78 شهيداً و320 جريحاً خلال الضربات الإسرائيلية الأولى، أغلبيتهم مدنيون بمن فيهم نساء وأطفال، بحسب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة. تصاعد اللهجة بلغ حد التهديد المتبادل؛ فإسرائيل توعّدت بتوسيع عملياتها لتشمل أهدافاً في قلب طهران، وأصدرت إنذارات للمدنيين الإيرانيين بإخلاء المناطق قرب المنشآت النووية تحسباً لضربات جديدة. وبالفعل، شهد يوم 15 يونيو غارات إسرائيلية جديدة استهدفت مواقع في غرب وشرق طهران، بينها مقر وزارة الدفاع ومركز المشروع النووي الإيراني، مما أدى لانفجارات قوية هزّت العاصمة الإيرانية. من جهتها، أكدت طهران استعدادها لمواصلة إطلاق “دفعات جديدة” من الصواريخ ما لم يتوقف العدوان. باختصار: خلال تلك الأيام الثلاثة، وجدت المنطقة نفسها على حافة حرب مفتوحة، في سيناريو تصعيد لم يسبق له مثيل بين الطرفين.

توازن الردع ومعادلة القوة 

هذا التصعيد العسكري المباشر قدم اختباراً صارخاً لتوازن الردع بين إيران وإسرائيل. فلطالما اعتمد الصراع بينهما سابقاً على حروب الظل وعمليات بالوكالة في ساحات مثل سوريا ولبنان، دون مواجهة مباشرة. أما الآن، فقد انكشفت قدرات كل طرف على نحو علني، وسعى كل منهما إلى إثبات اليد العليا عسكرياً وتقنياً.

إستراتيجياً، استهدفت إسرائيل من عمليتها المباغتة إلى توجيه ضربة استباقية تشلّ قدرات إيران النووية والصاروخية وتؤثر على إرادة الردع لدى طهران. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز إن هذه “لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل” وإن العملية ستستمر “ما دام ذلك ضرورياً” لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ورغم النجاح الإسرائيلي الواضح في إصابة أهداف بالغة الأهمية داخل إيران، بما فيها الدفاعات الجوية ومراكز القيادة، فإن إيران لم تُشلّ. على العكس، سعت إيران عبر ردّها الواسع إلى استعادة الردع وإثبات أنها قادرة على إيذاء العمق الإسرائيلي برغم الضربات التي تلقتها. بهذا المعنى، كلا الطرفين كان يحاول تغيير المعادلة: إسرائيل تريد إقناع طهران أن برنامجها النووي سيكلفها غالياً ولن يحميها أي “مظلة أمن”، وإيران تريد إجبار إسرائيل على التفكير ألف مرة قبل أي هجوم مستقبلي عبر إظهار قدرتها على الرد الموجع.

على الصعيد العسكري التقني، كشفت المواجهة عن نقاط قوة وضعف لدى الجانبين. إسرائيل استطاعت تنفيذ عملية معقدة داخل إيران بفضل تفوق استخباراتي وخدعة تضليل إعلامي مسبقة، حيث أوهمت طهران بأنها غير عازمة على الحرب ثم باغتتها فجراً. هذا الاختراق الأمني الكبير تَمثّل أيضاً في تقارير عن اختراق الموساد للداخل الإيراني واعتقال إيران لعملاء متعاونين مع إسرائيل بعد الهجوم. في المقابل، الدفاعات الإسرائيلية واجهت تحدياً حقيقياً أمام وابل الصواريخ والمسيرات الإيرانية. فعلى الرغم من منظومات القبة الحديدية و”حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأمريكية المتطورة، اعترف خبراء أن التعامل مع عشرات الصواريخ المتنوعة في آن واحد مهمة شبه مستحيلة. وقد تعمدت إيران إطلاق صواريخ مختلفة المدى والسرعات، من بينها صواريخ فرط صوتية حديثة، لإرباك الدفاعات. هذه الصواريخ الفرط صوتية، التي تنقض من الغلاف الجوي بسرعة هائلة ورؤوس حربية ثقيلة، أحدثت دماراً كبيراً ملحوظاً في بعض المناطق مثل انهيار أبنية كاملة في تل أبيب. أحد المحللين وصف المشهد بقوله: “نجح الإيرانيون في اختراق المظلة الدفاعية وكسر هيبة منظومات إسرائيل الاعتراضية، ولو جزئياً”.

من زاوية ميزان الخسائر، قد يُقال إن إسرائيل حققت ضربة نوعية بصيدها أثمن الأهداف: العقول والقيادات. فاغتيال 6 إلى 9 من كبار العلماء النوويين هو خسارة علمية جسيمة لإيران لا يمكن تعويضها بسهولة، إذ يحتاج إعداد بدلاء لهم إلى سنوات طويلة. كذلك فقدت إيران قادة عسكريين مخضرمين خلال دقائق، لكن – كما علّق أحد الخبراء – “يمكن تعويض القادة العسكريين لوجود صف ثانٍ جاهز”. في المقابل، نجحت إيران في إثبات أن قدرتها الصاروخية ليست مجرد تهديد نظري؛ فقد انتقلت من مرحلة “سنعاقبكم عبر الوكلاء” إلى ضرب قلب إسرائيل مباشرة. وإذ زعمت إسرائيل أنها اعترضت أغلب المقذوفات، أكد الجانب الإيراني وخبراء مستقلون وقوع أضرار جسيمة ووصول صواريخ إلى أهداف حساسة. هذا التباين في السرد يبيّن أن جزءاً كبيراً من المعركة صار يدور على مستوى الحرب الإعلامية والروايات لا على الأرض فقط. فكل طرف يسعى لإظهار نفسه منتصراً في نظر جمهوره والعالم؛ إسرائيل لتبديد أي انتصار معنوي إيراني، وإيران لتأكيد أنها ردّت “بالمثل وربما أكثر”. تلك “المعركة السردية” تؤثر على الدعم الداخلي والموقف الدولي، ومن ينظر إليه كالرابح أو الخاسر.

بشكل عام، توازن الردع التقليدي اهتزّ. لم تعد إيران تكتفي بالتهديد النظري أو الرد عبر حلفائها، بل استخدمت ترسانتها مباشرة، مما يعني أن إسرائيل الآن باتت تدرك أن أي ضربة مستقبلية لإيران ستقابل برد مباشر مؤلم. وفي الوقت نفسه، أظهرت إسرائيل أنها مستعدة للمخاطرة بحرب شاملة لمنع إيران نووية. النتيجة هي معادلة ردع جديدة أكثر خطورة: كلاهما يعرف قدرات الآخر الحقيقية الآن، وقد يدفع ذلك إما إلى كبح أي اندفاع مستقبلي خشية التصعيد… أو بالعكس، ربما إلى سباق تسلح وتسريع للمواجهات قبل أن يقوى الخصم أكثر. الأسابيع التالية للتصعيد ستحدد أي اتجاه ستسلكه هذه المعادلة المتقلبة.

دور الحلفاء: ما بين الدعم والتحذير 

لم يحدث هذا التصعيد الكبير في فراغ، بل جاء في سياق اصطفافات إقليمية ودولية سرعان ما تحركت خلال الأزمة. حلفاء إسرائيل التقليديون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، سارعوا إلى إعلان الدعم وإن كان بحذر لتجنّب توسع الحرب. الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب في ذلك الوقت) أبدى دعماً تاماً لإسرائيل قائلاً “على إيران أن تعود لطاولة المفاوضات قبل ألا يبقى شيء”، ووجّه بتزويد إسرائيل بمزيد من الذخائر الدفاعية. كما سمح بمشاركة عسكرية أمريكية محدودة في اعتراض الصواريخ الإيرانية الأولى، محذراً إيران من استهداف أي مصالح أمريكية وإلا فسيكون الرد الأمريكي فورياً. بريطانيا أيضاً أظهرت انحيازاً لإسرائيل إلى حد ما؛ حيث نقلت قوات جوية إضافية للمنطقة كإجراء احترازي، وأعلنت أنها ستدعم إسرائيل دفاعياً إن طُلب منها ذلك. على الجانب الآخر، روسيا لعبت دوراً مختلفاً؛ فالرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالات مكثفة مع كل من طهران وتل أبيب، مندداً بالضربة الإسرائيلية وعارضاً التوسط. من الواضح أن موسكو رأت في هذه الحرب خطراً على استقرار الشرق الأوسط (ومصالحها فيه)، فدعت لوقف التصعيد فوراً. حتى الصين دعت مواطنيها في إيران وإسرائيل للحذر وأبدت قلقها من خطورة الوضع.

إقليمياً، انقسم المشهد ظاهرياً بين تنديد علني بإسرائيل ومخاوف مبطنة من توسع النيران. الدول العربية – بما فيها حلفاء واشنطن التقليديون – اضطرت لاتخاذ موقف رافض للهجوم الإسرائيلي الصريح على إيران، دولة مسلمة جارة. قطر، مصر، الجزائر، وغيرها شجبت “العدوان الإسرائيلي على سيادة إيران” ودعت لضبط النفس. حتى السعودية والإمارات، اللتان تنصب حكوماتهم لطهران العداء عادةً، أصدرتا بيانات إدانة واضحة للضربة الإسرائيلية. بل إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فاجأ المراقبين باتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني ليعبر عن تعازيه في ضحايا الهجوم ويؤكد أن “المملكة تقف إلى جانب أشقائها في إيران” وأن العالم الإسلامي كله يدعم طهران ضد الاعتداء. هذا التطور عكس إدراك دول الخليج أن خروج الصراع عن السيطرة سيهدد الجميع. بالطبع، لا يخلو الأمر من حسابات سياسية؛ فربما رأت الرياض في التضامن العلني فرصة لتحسين علاقاتها مع طهران أو على الأقل تجنب استعدائها في هذه اللحظة الحرجة، خاصة مع احتمال أن تطال الصواريخ الإيرانية قواعد أمريكية في الخليج لو توسعت الحرب.

أما حلفاء إيران الإقليميون، فقد تراوح دورهم بين الدعم الخطابي والتحرك المحدود. حزب الله في لبنان دان الضربة الإسرائيلية بشدة، معتبراً إياها “تصعيداً خطيراً تحت غطاء أمريكي كامل”، وأكد في بيان أن “العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة النار والدمار”. وضع الحزب قواته في حالة استعداد قصوى تحسباً لتطور النزاع، لكنّه امتنع عن تدخل فوري على الجبهة اللبنانية، ربما لتفادي فتح جبهة ثانية واسعة ما لم تتطور الحرب أكثر. في الوقت نفسه، ظهر تهديد واضح من جماعة الحوثيين في اليمن: أعلن زعيمها عبد الملك الحوثي أنهم “شركاء في الموقف بكل ما نستطيع” متوعداً إسرائيل بحرب مفتوحة. وبالفعل، أفادت تقارير أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً بعيد المدى باتجاه القدس كإشارة إنذار، لكنه سقط في منطقة الخليل بالضفة الغربية. أيضًا الميليشيات العراقية الموالية لإيران هددت باستهداف القواعد الأمريكية في العراق إن استمر الهجوم على إيران، ما وضع القوات الأمريكية هناك في حالة تأهب. سوريا من جهتها – حليف إيران الوثيق سابقاً – ندّدت بالعدوان الإسرائيلي، لكن إسرائيل كانت قد كثفت ضرباتها في سوريا قبل وأثناء التصعيد لتدمير أي منصات صاروخية إيرانية محتملة هناك. 

على الصعيد الدبلوماسي، تكثفت جهود التهدئة الدولية لاحتواء الموقف. قطر وعمان قادتا اتصالات مكوكية بين طهران وواشنطن، إذ شدد أمير قطر في حديثه مع ترامب على الحل الدبلوماسي وضرورة خفض التصعيد فوراً. كما تواصلت أبوظبي مع مسقط والرياض والعواصم الغربية للغرض نفسه. الأمم المتحدة دعت عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، مذكّرة بضرورة احترام سيادة الدول. حتى حلفاء إسرائيل في أوروبا (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا…) وإن أقرّوا بـ“حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها”، أبدوا قلقاً بالغاً وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار قبل اندلاع “صراع إقليمي أوسع”. المشهد بدا أحياناً كأنه حافة هاوية نووية: ضربات تطال منشآت نووية إيرانية، وصواريخ تسقط قرب مفاعل ديمونا الإسرائيلي. لهذا حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من كارثة إذا استمر استهداف المواقع النووية، في حين لمح بعض المسؤولين الإيرانيين إلى أن استمرار إسرائيل في العدوان سيجعل كل الخيارات مفتوحة… في تلميح مبطّن للسلاح غير التقليدي. باختصار، وقف الحلفاء كلٌ في خندقه ظاهرياً، لكن الجميع كانوا يدركون أن اندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل سيكون زلزالاً إقليمياً لا يرغب فيه أحد. لذا تضافرت الضغوط خلف الستار لكبح الجموح العسكري قبل فوات الأوان.

الإعلام والمعركة الدعائية 

واكب الإعلام العالمي والإقليمي هذا التصعيد لحظة بلحظة، محولاً إياه إلى حدث الساعة بامتياز. احتلت الصور ومقاطع الفيديو من كل جانب شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، وصار الخطاب الإعلامي نفسه ساحة معركة بين روايتين متناقضتين.

في وسائل الإعلام الغربية، برز التركيز على خطورة الموقف واحتمال اندلاع حرب أوسع. عناوين مثل “انفجارات تهز تل أبيب مع شنّ إيران ضربات مضادة” تصدرت موقع CNN، في تأكيد على أن ما يجري هو “رد إيراني” على الضربة الإسرائيلية. شبكات أخرى مثل BBC وصفت الهجوم الإسرائيلي بأنه “ضربة استباقية” ضد أهداف إيرانية نووية وعسكرية، وأكدت – نقلاً عن واشنطن – أن الولايات المتحدة غير متورطة في العملية. هذا التأكيد الأميركي تم تسليط الضوء عليه لتجنب تأجيج الرأي العام ضد الولايات المتحدة في المنطقة. كما اهتمت قنوات كبری كـNBC وABC News ببث تطورات “المواجهة الإيرانية الإسرائيلية مباشرة”، مع التركيز على مشاهد الإسرائيليين في الملاجئ واعتراض منظومات الدفاع للصواريخ. نبرة التعاطف مع إسرائيل كانت واضحة في كثير من المنصات الغربية، فأُبرزت معاناة المدنيين الإسرائيليين تحت القصف ومشاهد الدمار في تل أبيب، إلى جانب التنديد بخطر الصواريخ الإيرانية على المدن. رغم ذلك، نقلت بعض وسائل الإعلام الغربية أيضاً تصريحات مسؤولين ينتقدون نهج نتنياهو “المتهور” الذي أشعل الأزمة. هذا التوازن النسبي جاء خوفاً من خروج الأمور عن السيطرة، وحرصاً على إظهار نوع من الحياد.

في المقابل، الإعلام الإقليمي العربي والإسلامي انقسم تبعاً للمواقف السياسية. القنوات القطرية والكويتية والجزائرية مثلاً ركزت على إدانة “العدوان الإسرائيلي الغاشم” وأبرزت صور الدمار في إيران وضحايا القصف من المدنيين. عرضت قناة الجزيرة تغطية موسعة من طهران، حيث أظهرت لقطات لمنازل مدمّرة في أحياء سكنية جراء الضربات الإسرائيلية الأولى، مما أثار تعاطفاً واسعاً ومشاعر غضب في الشارع العربي. كما نشرت الجزيرة نت تقارير عن تفاعل الشارع الإيراني، إذ خرجت مظاهرات عفوية في مدن إيرانية تهتف “الموت لإسرائيل” وتطالب بالانتقام الفوري. ونقلت المنصة دعوات أئمة صلاة الجمعة لمسيرات مليونية تنديداً بالهجوم، إلى جانب إطلاق وسائل إعلام إيرانية رسمية وسوم مثل "#الوحدة_في_مواجهة_العدو" و*"#الرد_المؤلم"* لحشد الرأي العام. هذه التغطية صوّرت الإيرانيين كضحايا مقاومين لعدوان غادر، مما لاقى تعاطفاً شعبياً عربياً واسعاً، خاصة مع عدم شعبية إسرائيل في المنطقة.

من جهة أخرى، وسائل إعلام سعودية وإماراتية (التي تتموضع حكوماتها ضد إيران) وجدت نفسها في موقف حرج. فعلى الرغم من الموقف الرسمي المندّد بالهجوم الإسرائيلي، جنحت بعض التحليلات في قنوات كالعربية وسكاي نيوز العربية إلى إبراز “ضعف” الرد الإيراني مقارنة بحجم الضربة الإسرائيلية. ظهرت أصوات تقول إن إسرائيل “كسرت هيبة إيران” وأن الدفاعات الإيرانية فشلت في منع اختراق أجوائها. أحد التعليقات المثيرة للجدل كان لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي وصف ما حدث بأنه “مسرحية” وأنه توقع إيران أقوى من ذلك، قائلاً إن رد فعلها حتى الآن يظهر “ضعفاً واضحاً وتفوقاً ساحقاً لإسرائيل”. هذا الرأي أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل، حيث انبرى كثيرون لمعارضته مشيرين إلى أن صواريخ إيران “اخترقت القبة الحديدية وضربت قلب إسرائيل لأول مرة”. انتشر على تويتر (X) نقاش حامٍ تحت وسوم مثل #إيران_تضرب_إسرائيل، وانقسم المغردون بين من يرى إيران منهكة وضعيفة أمام التقنية الإسرائيلية، ومن يرى أنها حققت “نصرًا معنوياً تاريخياً” بقصف تل أبيب. حتى بين الإسرائيليين أنفسهم، برزت انتقادات عبر وسائل إعلام محلية حول الثغرات في الجبهة الداخلية. صحيفة يديعوت أحرونوت مثلاً انتقدت نقص الملاجئ في بعض المناطق، وروى إسرائيليون كيف أنهم اضطروا للاحتماء لدى جيران لديهم غرف آمنة، فقال أحدهم “لا نملك ملاجئ وجيراننا أغلقوا أبوابهم في وجهنا” تعبيراً عن الهلع والفوضى. كما تحدثت تقارير عن ارتفاع طلبات الدعم النفسي في إسرائيل بنسبة 350% بسبب الصدمة من الرد الإيراني

بشكل عام، لعب الإعلام دورًا جوهريًا في صياغة الرواية: كل جانب ضخّم إنجازاته وقلل من خسائره. لكن جيل زد المتابع بشغف عبر إنستغرام وتيك توك وتويتر استطاع الوصول لمشاهد حية من الطرفين، مما سمح بدرجة أكبر من الرؤية المتعددة. انتشرت على تيك توك مقاطع قصيرة تظهر شباناً إيرانيين يصورون صواريخ الدفاع الجوي وهي تعترض أهدافاً في سماء طهران، في حين بث ناشطون إسرائيليون فيديوهات من قلب تل أبيب تظهر أبنية محترقة وسيارات إسعاف، مرفقة بوسوم بالإنجليزية مثل #IsraelUnderAttack و#IranUnderFire. هذا السيل من المعلومات المتدفقة جعل الحقيقة أكثر وضوحاً وأيضاً أكثر ضبابية؛ إذ اختلطت الحقائق بالدعايات. المفارقة أن الطرفين أعلنا الانتصار إعلامياً: الإعلام الإيراني عرض مشاهد “الدمار غير المسبوق” في تل أبيب للتدليل على فشل الدفاعات الإسرائيلية، والإعلام الإسرائيلي أبرز “شلل البرنامج النووي الإيراني” بمقتل علمائه وتدمير منشآته. في النهاية، بدا واضحاً للشباب المتابع أن الحقيقة رمادية: فلا إيران انهارت كما أرادت بعض وسائل الإعلام الموالية لإسرائيل الإيحاء، ولا إسرائيل خرجت سالمة كما زعمت بياناتها الرسمية. لقد خاض الطرفان جولة خطيرة وخسرت المنطقة بأكملها بعضاً من أمنها واستقرارها الإعلامي والنفسي أيضاً.

إيران, إسرائيل, تصعيد 2025, الضربات المتبادلة, توازن الردع, حزب الله, حلفاء إيران, الإعلام الدولي, جيل زد, أمن الشرق الأوسط, الصراع الإيراني الإسرائيلي, برنامج نووي, عملية الأسد الصاعد, عملية الوعد الصادق
plusأخبار ذات صلة
نتنياهو: إيران ستدفع ثمنا باهظا جدا لمقتل مدنيين في إسرائيل 
نتنياهو: إيران ستدفع "ثمنا باهظا جدا" لمقتل مدنيين في إسرائيل 
فريق الحدث+ | 2025-06-15
إيران تنفي أنها طلبت من قبرص توصيل رسائل إلى إسرائيل
إيران تنفي أنها طلبت من قبرص توصيل رسائل إلى إسرائيل
فريق الحدث+ | 2025-06-15
إيران تحث العراق على منع إسرائيل استخدام مجاله الجوي وأراضيه في هجماتها
إيران تحث العراق على منع إسرائيل استخدام مجاله الجوي وأراضيه في هجماتها
فريق الحدث+ | 2025-06-15
الجيش الإسرائيلي يعلن خفض مستوى الإنذار والسماح للسكان بمغادرة الملاجئ
الجيش الإسرائيلي يعلن خفض مستوى الإنذار والسماح للسكان بمغادرة الملاجئ
فريق الحدث+ | 2025-06-15
logo
عن الموقع
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
  • سياسة التحرير
  • اتصل بنا
  • أعلن معنا
جميع الحقوق محفوظة © 2025 الحدث بلس