إيران وإسرائيل تتبادلان الضربات في تصعيد غير مسبوق يغيّر قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط

في واحدة من أكثر المواجهات العسكرية حدة في تاريخ الصراع بين إيران وإسرائيل، تبادل الطرفان الهجمات خلال الساعات الأخيرة، مستهدفين مدنًا ومرافق حساسة، في تصعيد يهدد بانفجار إقليمي واسع النطاق وسط صمت دولي حذر ومخاوف على الأمن العالمي.
في مشهد غير مسبوق، استيقظ العالم صباح الأحد 16 يونيو 2025، على تبادل مكثف للضربات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
ماذا حدث في الساعات الأخيرة؟
في الساعات الأولى من صباح الأحد، أعلنت الجيش الإسرائيلي أنه شن هجمات على 80 هدفًا في عمق إيران، شملت "مواقع تطوير نووي، مخازن وقود تدعم البنية التحتية العسكرية، ومختبرات لإنتاج الأسلحة النووية"، حسب الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي أفخي أدرعي.
الهجوم الأوسع استهدف "مركز القيادة النووي للنظام الإيراني" وفق وصف الجيش، مع استمرار القصف حتى لحظة كتابة هذا التقرير. مسؤول عسكري قال بوضوح: "نحن لا نتوقف لحظة".
في المقابل، أطلقت إيران عشرات الصواريخ على مناطق مدنية إسرائيلية. وأعلنت طهران أنها لن توقف ضرباتها ما لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية. في بلدة بات يام قرب تل أبيب، أصاب صاروخ مبنى سكنيًا في الثانية والنصف صباحًا، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص بينهم طفل في العاشرة، وإصابة العشرات. السلطات لا تزال تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في زيارة للموقع: "المدنيون، أطفالاً وشيوخًا، يهودًا ومسلمين، تعرضوا لعدوان إيراني مروع"، داعيًا قادة G7 للوقوف مع إسرائيل.
طهران تحت النار والناس يفرّون
في طهران، اهتزت المدينة مجددًا مع انفجارات عنيفة في أحياء سكنية غرب العاصمة. السكان أبلغوا عن اهتزاز الأرض وسماع دويّ انفجارات متتالية. الحكومة أعلنت فتح محطات المترو كملاجئ عامة 24/7، في ظل غياب ملاجئ حقيقية في المدينة.
المجلس البلدي دعا المواطنين لاستخدام الأقبية والأنفاق، في مشهد يعيد إلى الأذهان أيام الحرب مع صدام حسين. ومع تصاعد القصف، بدأت العائلات بالفرار من طهران نحو المناطق الريفية في الشمال، رغم ازدحام الطرقات. في شيراز، تم الإبلاغ عن طوابير طويلة أمام محطات الوقود، وارتفاع الطلب على الغذاء والمياه.
ضربات متبادلة... وخسائر مدنية فادحة
في إيران: وزارة الصحة أكدت أن أغلب ضحايا الهجمات الإسرائيلية الأخيرة هم من النساء والأطفال. ورغم عدم وجود حصيلة رسمية حتى الآن، إلا أن تقارير سابقة أشارت إلى 78 قتيلًا في الموجة الأولى، و60 آخرين في قصف طال مبنى سكنيًا لاحقًا.
في إسرائيل: قتل ما لا يقل عن 13 شخصًا بينهم 3 أطفال، وأصيب 385 آخرون خلال 3 أيام من التصعيد، حسب بيان الحكومة الإسرائيلية.
غاز الخليج في مرمى النيران
في تطور لافت، استهدفت إسرائيل حقل "بارس الجنوبي" للغاز الإيراني – الأكبر في العالم – والذي تتقاسمه طهران مع قطر. مسؤول خليجي وصف الضربة بأنها "تصرف متهور يهدد أمن الطاقة العالمي"، خاصة أن استثمارات أمريكية ضخمة موجودة في الجانب القطري من الحقل.
تحذيرات وتهديدات متبادلة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظهر في خطاب مصور، متوعدًا: "سنضرب كل موقع وكل هدف للنظام الإيراني". وفي المقابل، حذّر وزير خارجية إيران من أن طهران "لا ترغب في توسيع الحرب... إلا إذا فُرضت علينا"، مؤكدًا أن واشنطن شريكة ضمنيًا في الهجوم.
وفي خطوة تصعيدية، وجهت إسرائيل نداءات باللغة الفارسية عبر منصة X، تطالب المدنيين بإخلاء المناطق القريبة من منشآت إنتاج الأسلحة، ما يعكس نية واضحة لمزيد من الضربات في العمق الإيراني.
شلل في الأجواء
إسرائيل أغلقت مجالها الجوي منذ الجمعة، وتوقف العمل في مطار بن غوريون.
إيران مددت إغلاق أجوائها حتى مساء الأحد.
الأردن أعادت فتح أجوائها بعد إغلاق احترازي مؤقت.