ما يجب أن تعرفه عن اجتماع ترامب مع زعماء العالم في كندا

بين جبال الألب الكندية الخلابة، اجتمع قادة العالم في قمة G7 لعام 2025 في كناناسكيس – منتجع ساحر في مقاطعة ألبرتا الكندية. لكن جمال الطبيعة لم يمنع تصاعد التوتر السياسي، خصوصًا مع حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا تزال مواقفه تثير الجدل على الساحة الدولية.
الاجتماع السنوي لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى جاء في وقت حساس: الحرب في أوكرانيا مستمرة، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وأزمة اقتصادية عالمية تلوح في الأفق، كلها ملفات تنتظر الحسم – أو على الأقل، الحوار.
هذه القمة قد تكون نقطة تحول في مستقبل العلاقات الدولية، أو ربما تأكيدًا على الانقسام المتزايد بين الحلفاء التقليديين.
من حضر القمة؟
قادة الدول السبع الكبرى – الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، واليابان – اجتمعوا في كندا إلى جانب ممثلين من الاتحاد الأوروبي.
لكن الحضور لم يقتصر على أعضاء G7 فقط:
- تم دعوة قادة دول من خارج المجموعة مثل: الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا، المكسيك، أستراليا، كوريا الجنوبية، وأوكرانيا.
- حضر أيضًا الأمين العام لحلف الناتو.
هذا التوسع في قائمة الضيوف يعكس أهمية القضايا المطروحة ومحاولة توسيع التوافق الدولي بشأنها.
الهدف من هذا الحضور المتعدد هو خلق أرضية مشتركة في ظل الانقسامات التي تسبب بها ترامب خلال سنوات حكمه. فالكثير من القادة يرون أن الحوار المباشر مع واشنطن هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد العالمي.
القضايا الساخنة على الطاولة
القادة ناقشوا ملفات متنوعة، لكن هناك محاور رئيسية كانت محور النقاش:
- الاقتصاد العالمي: التأثير المستمر لسياسات ترامب الجمركية على الأسواق العالمية، وتصاعد المخاوف من ركود عالمي. في جلسة الاثنين، ناقش القادة أدوات التصدي للتباطؤ، وآليات دعم النمو، خصوصًا في الدول النامية.
- حرائق الغابات والتغير المناخي: في ظل اشتعال حرائق قريبة من موقع القمة، أصبح النقاش حول المناخ أكثر إلحاحًا، وتم التطرق لتمويل خطط الإغاثة.
- أوكرانيا والحرب في أوروبا: الرئيس الأوكراني زيلينسكي حضر جزءًا من القمة وشارك في محادثات موسعة حول الدعم العسكري والاقتصادي لبلاده. ترامب طالب أوروبا بتحمل الجزء الأكبر من الدعم، في تكرار لموقفه من سنوات سابقة.
- الهجرة والتهريب: من المتوقع أن تتم صياغة خطط مشتركة لمحاربة تهريب البشر والمخدرات، خصوصًا عبر حدود أمريكا الشمالية والجنوبية.
كل هذه القضايا طُرحت وسط أجواء من الحذر، حيث يخشى الكثير من القادة من مواجهة مباشرة مع ترامب الذي يظهر ميلًا لسياسات أحادية.
محادثات جانبية مهمة
بعيدًا عن الجلسات العامة، عُقدت لقاءات ثنائية جمعت ترامب مع عدة قادة:
- ترامب ورئيس وزراء كندا مارك كارني: ناقشا مستقبل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA) بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية على واردات من كندا والمكسيك.
- لقاء ترامب مع كلوديا شينباوم (المكسيك): دار الحديث حول الأمن الحدودي والتعاون الاقتصادي في ظل تصاعد موجات الهجرة.
- نقاشات مع الاتحاد الأوروبي: الأوروبيون يحاولون فهم سياسة ترامب تجاه روسيا وإيران، والتأكد من عدم تصعيد التوتر مع الصين.
هذه اللقاءات غالبًا ما تكون أكثر فاعلية من اللقاءات العامة، حيث تُتخذ قرارات أو تفاهمات غير معلنة.
هل ننتظر قرارات حاسمة؟
رغم أهمية القمة، لم يتوقع المراقبون خروجها ببيان مشترك في ختامها. فالتباين بين مواقف القادة – خصوصًا بين ترامب وحلفائه التقليديين – حال دون ذلك.
ومع ذلك، تحدث مسؤولون كنديون عن احتمالية صدور بيانات مشتركة بين دول معينة، أو الإعلان عن مبادرات ثنائية.
الأمل كان معقودًا على إصدار موقف موحد بشأن الحرب في أوكرانيا أو التصعيد في الشرق الأوسط، لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن الانقسام العميق حال دون ذلك.
ترامب، كما هو متوقع، أضفى طابعًا دراميًا على الحدث، مع تصريحات مثيرة وجولات إعلامية حادة، حتى أنه سُمع يلمح إلى "استعداد كندا للانضمام للولايات المتحدة كولاية 51" – ما أثار موجة غضب في الأوساط الكندية.
اجتماع كندا هذا العام لم يكن مجرد لقاء دولي، بل اختبار حقيقي لقدرة العالم على التعامل مع سياسات الرئيس ترامب غير التقليدية. التوترات العالمية من أوكرانيا إلى الصين، ومن الهجرة إلى المناخ، تُظهر أننا نعيش في زمن معقد يحتاج إلى توازن دقيق بين القوة والدبلوماسية.
هل ترى أن ترامب يعيد تشكيل النظام العالمي؟ وهل تعتقد أن القمم الدولية لا تزال فعّالة في عصر الأزمات المتتالية؟