هل أُعدم أوستن تايس بأمر من الأسد؟.. شهادة جديدة تفتح جرحاً قديمًا

في تطوّر مفاجئ بقضية الصحفي الأميركي المفقود أوستن تايس، خرج جنرال سوري سابق بادعاءات خطيرة تشير إلى أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد هو من أمر بإعدامه. هذه التصريحات، التي كُشفت في تحقيق أجرته الـ BBC، تعيد فتح ملف دام مغلق منذ أكثر من 12 عامًا. ولكن هل ما زال تايس على قيد الحياة؟ وهل هي محاولة لإغلاق الملف أم خطوة نحو الحقيقة؟
من هو أوستن تايس؟ أوستن تايس لم يكن مجرد صحفي.
خدم سابقًا في سلاح المارينز الأميركي، في العراق وأفغانستان
- درس القانون في جامعة جورجتاون العريقة
- كان يعمل صحفيًا حرًا لصالح مؤسسات كبرى مثل الـ Washington Post
- تايس اختفى قرب دمشق في أغسطس 2012، بعد أيام من عيد ميلاده الـ31، وكان حينها يحاول مغادرة سوريا.
ملحوظة: لفترة طويلة، زعمت السلطات السورية أنها لا تعرف مكانه.
ادعاء الجنرال باسل الحسن
الجنرال باسل الحسن، أحد المقربين من الأسد، فجّر مفاجأة:
قال إن الأسد أمر بإعدام تايس. حاول الحسن إقناعه بالتراجع، لكن فشل وأكد أنه نقل الأمر وتم التنفيذ.
في التفاصيل:
الحسن كان يدير المكان الذي احتُجز فيه تايس، وكان ضمن قيادة "قوات الدفاع الوطني".
الحسن الآن خاضع لعقوبات دولية (بريطانيا، أوروبا، كندا، والولايات المتحدة)
رد فعل عائلة تايس
ديبرا، والدة أوستن، لم تتوقف عن البحث عن ابنها منذ لحظة اختفائه. زارت بيروت لمقابلة الحسن، لكن فشلت. قالت إن تصريحات الحسن ربما تهدف لإغلاق الملف وليس كشف الحقيقة.
ما زالت تؤمن أن ابنها حي:
"أنا أمه، وما زلت أؤمن أنه سيعود حرًا."
مشاعر الأمومة والإصرار تعكس كم الألم الذي يرافق العائلات في مثل هذه القضايا المعقدة.
هل الأسد أصدر الأمر حقًا؟
أجهزة الاستخبارات الغربية منقسمة:
بعضها يشك بأن الأسد يُصدر أوامر إعدام مباشرة، ويفضل استخدام وسطاء لإبعاد نفسه عن المسؤولية. التحقيقات الأميركية لم تنتهِ بعد، وهناك محاولات للبحث في المواقع التي قد يكون دُفن فيها تايس.
المعلومة لم تُؤكد بعد، لكنها تفتح بابًا جديدًا في ملفٍ طويل.
خلفية سياسية وأمنية
لقاء الحسن مع مسؤولين من الـ FBI وCIA تم في بيروت، داخل مجمع السفارة الأميركية. يُعتقد أنه حصل على ضمانات بعدم اعتقاله.
- بعد انهيار النظام السوري، فرّ إلى إيران، ثم استُدعي للبنان للحديث مع الأميركيين.
- مصدر سابق في قوات الدفاع الوطني قال: “أوستن كان ورقة ضغط دبلوماسية.”
هذا يعكس كيف يُستخدم الصحفيون أحيانًا كورقة مساومة في النزاعات الدولية.
هل هذا هو الفصل الأخير؟ هل نُفذ الحكم فعلًا؟ أم أن الحقيقة ما زالت ضائعة بين المصالح السياسية والصراعات الاستخباراتية؟ قضية أوستن تايس تذكّرنا بأن خلف كل خبر هناك إنسان، وأم، وعائلة تبحث عن إجابة. في عالم سريع، ما زالت بعض القصص تحتاج إلى وقت طويل لتُروى بالكامل.