ترامب يخفف مداهمات الهجرة في المزارع والفنادق والمطاعم

وسط تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة، قرر الرئيس دونالد ترامب وقف حملات الاعتقال في قطاعات حيوية مثل الزراعة، الفنادق، والمطاعم. القرار يأتي في وقت كانت فيه السلطات تستعد لتوسيع المداهمات اليومية إلى أكثر من 3000 عملية توقيف، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الاقتصادية والسياسية.
ترامب، المعروف بموقفه المتشدد من الهجرة، غيّر اتجاهه بشكل مفاجئ بعد شكاوى من أصحاب الأعمال الزراعية والسياحية. هؤلاء أكدوا أن السياسات الجديدة تضر بقوة العمل لديهم وتعطل سلاسل التوريد. والآن، تتجه الأنظار إلى تأثير هذا التحول على سوق العمل والجدل السياسي المتصاعد حول الهجرة.
توقف مفاجئ: لماذا أمر ترامب بتخفيف المداهمات؟
ترامب نشر على منصته Truth Social منشورًا قال فيه إن مزارعين وأصحاب فنادق أبلغوه بأن العمال ذوي الخبرة يُرحّلون، مما يصعّب استبدالهم:
- قال إن “المجرمين” الذين دخلوا في عهد بايدن يتقدمون لهذه الوظائف.
- أضاف: “يجب حماية مزارعينا، لكن علينا طرد المجرمين من أمريكا”.
هذا التصريح كان مؤشرًا على بداية تغيّر في نهج ترامب، الذي غالبًا ما يوازن بين الشعارات السياسية وضغط رجال الأعمال.
تأثير المداهمات: خسائر اقتصادية وذعر في المجتمعات
عمليات ICE السابقة في المزارع والمصانع سبّبت حالة من الذعر بين العمال، وأدت إلى توقفات حادة في الإنتاج:
- في كاليفورنيا، توقفت أعمال تغليف الفواكه في فينتورا، المعروفة بزراعة الفراولة والأفوكادو.
- في نبراسكا، أُلقي القبض على أكثر من 70 عاملًا في مصنع للأغذية، مما أدى إلى توقف المصنع بنسبة 70%.
يقول أصحاب الشركات إنهم يواجهون صعوبة في تعويض هذه العمالة، رغم التزامهم ببرامج فحص وضع الهجرة الطوعي.
من يُستثنى؟ ومن لا يزال مستهدفًا؟
رغم تخفيف الضغط على قطاعات معينة، تؤكد وزارة الأمن الداخلي أن القرار لا يعني نهاية المداهمات بالكامل:
- التحقيقات ستتواصل ضد “أسوأ المجرمين”، حسب المتحدثة الرسمية ترشيا ماكلولين.
- سيتم التركيز على المناطق التي تُعرف باسم “مدن الملاذ” – وهي مدن تحدّ من تعاونها مع ICE.
تاتوم كينغ، مسؤول في وحدة التحقيقات، وجّه رسالة رسمية بتجميد مداهمات الفنادق والمزارع مؤقتًا.
من يقود هذه السياسات؟ ومن يعارضها؟
ستيفن ميلر، أحد أبرز مساعدي ترامب والمخطط لسياسات الهجرة، كان قد ضغط لرفع عدد التوقيفات اليومية إلى 3000 حالة.
- المعارضون يرون أن هذه السياسات تُستخدم لأغراض انتخابية، وتُحمّل العمال المهاجرين غير النظاميين مسؤولية إخفاقات اقتصادية أوسع.
- لكن مؤيدي ترامب يرون أن “تطهير” سوق العمل ضرورة لضبط الحدود وفرض سيادة القانون.
المعركة مستمرة في وسائل الإعلام بين من يرى المهاجرين “قوة إنتاجية” وبين من يصورهم كـ”تهديد أمني”.
ما التالي؟ هل هي خطوة تكتيكية أم تحول جذري؟
تجميد المداهمات قد لا يكون دائمًا. الإدارة أكدت أنها تراجع الخطط كل أسبوع. هذا يعطي انطباعًا أن:
- ترامب يحاول التوفيق بين مطالب قاعدة شعبية ترغب بالتشدد، وبين ضغوط أصحاب الأعمال الذين يعتمدون على العمالة المهاجرة.
- مستقبل هذه السياسات سيتحدد وفق التطورات الانتخابية، ومدى تأثير القرار على الاقتصاد المحلي.
تراجع ترامب عن جزء من سياسات الهجرة يظهر مدى تعقيد القضية، خاصة عندما تصطدم الإيديولوجيا بالواقع الاقتصادي. فهل نحن أمام إعادة رسم لسياسات الهجرة؟ أم مجرد استراحة تكتيكية قبل جولة جديدة من التصعيد؟