إيران تتوعد بردود "خارجة عن التوقعات" بعد قصف أمريكي لمواقع نووية

الحدث+ | طهران
"الهجوم على منشآتنا النووية لن يمر دون رد، وردّنا لن يكون تقليديًا"—بهذه اللهجة القاطعة، هدد الحرس الثوري الإيراني برد غير متوقع على الغارات الأميركية التي استهدفت فجر الأحد ثلاث منشآت نووية داخل إيران، في تصعيد هو الأخطر منذ بداية المواجهات المباشرة بين طهران وتل أبيب.
وفي بيان ناري، وصف الحرس الثوري القصف الأميركي بأنه "جريمة سافرة وغير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن واشنطن نفذت الهجوم بشكل مباشر ومنسق مع إسرائيل، مستهدفة مواقع نووية سلمية في فوردو ونطنز وأصفهان.
وأشار البيان إلى أن العملية الأميركية تمثل خرقًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها، مؤكدًا أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة لمواجهة التصعيد، وأنها رصدت مواقع الطائرات المشاركة في العملية.
ولم يكتفِ الحرس الثوري بالوعيد، بل أعلن أن "عملية الوعد الحق 3" انطلقت فعلًا، وشملت 20 موجة من الهجمات الدقيقة ضد أهداف إسرائيلية استراتيجية. وأضاف أن الرد لن يتوقف هنا، بل سيتوسع ليشمل "خيارات لا تتوقعها الجبهة المعتدية".
في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القاذفات الأميركية من طراز B-2 نفذت ضربات "ناجحة" على المنشآت النووية الثلاث، معتبرًا أنها خطوة ضرورية لمنع طهران من تهديد أمن المنطقة.
التصعيد العسكري، الذي بدأ منذ 13 يونيو، باتت له آثار مباشرة في الداخل الإسرائيلي. تقارير مصوّرة أظهرت دمارًا واسعًا في تل أبيب نتيجة الضربات الإيرانية، وصواريخ استهدفت منشآت حيوية منها معهد نِس تسيونا البيولوجي. كما بدأت مظاهر الهجرة العكسية من إسرائيل نحو أوروبا، في مشهد غير مألوف أثار قلق القيادة الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، أكد الحرس الثوري أن البرنامج النووي السلمي الإيراني سيواصل تقدمه، وأن الاعتداء الأخير لن يثني العلماء الإيرانيين عن تطوير التكنولوجيا النووية، بل سيزيدهم إصرارًا.
كما شدد على أن الدعم الشعبي الإيراني وجبهة المقاومة في المنطقة سيبقون في صف طهران، معتبرًا أن "ضجيج ترامب وتهديدات تل أبيب لن تخيف إيران"، ومضيفًا أن المواجهة الحالية تمثل "حربًا مفروضة"، وأن الدفاع عن السيادة "أمر مقدس لا مساومة عليه".
وفي ظل غياب أي تهدئة أو اختراق دبلوماسي، تبدو المنطقة على أعتاب تصعيد أكبر، قد يمتد ليشمل ساحات أخرى في الشرق الأوسط، وسط قلق دولي من خروج المواجهة عن السيطرة.