ازدحام فوق أفغانستان: كيف حوّلت الحرب مجرى الطيران العالمي وفتحت خزائن طالبان؟

في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تغيّرت خريطة الطيران العالمية فجأة. ومع حظر الطيران فوق مساحات واسعة من الشرق الأوسط، برزت أفغانستان كممر جديد للطائرات التجارية، بعد أن كانت تُصنّف سابقًا "منطقة خطر".
وفقًا لبيانات Flightradar24، قفز عدد الرحلات الجوية فوق أفغانستان بنسبة 500% خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى 280 رحلة يوميًا مقارنة بـ50 فقط في مايو الماضي. السبب؟ الحرب التي جعلت الطيران فوق الأردن، لبنان، سوريا، العراق، وإيران شبه مستحيل، ما دفع شركات الطيران العالمية مثل أمريكان إيرلاينز وإير فرانس لتقليص خدماتها أو تعديل مساراتها.
المثير أن هذا التغيير المفاجئ في المسارات قد يُحقق مكاسب مالية ضخمة لحكومة طالبان، التي تفرض رسوم عبور تصل إلى 700 دولار لكل رحلة، تُحصّل عبر وسطاء. هذا يعني أكثر من مليون دولار أسبوعيًا تدخل الخزينة الأفغانية، وهي دولة تعاني من ضائقة مالية خانقة.
من جهة أخرى، السعودية أيضًا شهدت تضاعف عدد الرحلات فوق مجالها الجوي ليصل إلى 1400 رحلة يوميًا، كونها تقع جنوب المنطقة المغلقة مباشرة.
تحوّل استراتيجي للطيران، لكنه يكشف أيضًا عن هشاشة العالم في ظل النزاعات، وكيف يمكن لحروب بعيدة أن تعيد رسم خطوط السماء وتُنعش اقتصادات غير متوقعة. هل ستكون طالبان المستفيد الأكبر من هذه الفوضى الجوية؟