ترامب يُطلق حركة لغواصات نووية بعد تصريحات مثيرة من مدفيديف

في تطور غير مسبوق أثار مخاوف عالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نقل غواصتين نوويتين نحو مناطق استراتيجية قرب روسيا بعد تصريحات لرئيسها السابق دميتري مدفيديف أثارت توترات حادة. كل كلمة من مدفيديف اعتُبرت من قبل واشنطن "استفزازية"، فكان رد ترامب عمليًا برسالة مباشرة أن "الكلمات لها عواقب" – فهل انتهى الأمر بإشارة رمزية أم بتحشيد حقيقي على الأعماق البحرية؟
التصعيد يأتي في ظل توتر متزايد في الملف الأوكراني، بعد أن حدد ترامب مهلة 10 أيام لوقف إطلاق النار، مهددًا بفرض عقوبات صارمة على قطاع الطاقة الروسي إذا لم تستجب موسكو. بدا أن آسيا وأوروبا والعالم تراقب حركة الغواصات بعين يقظة، غير مدركة تمامًا عما إذا كانت مجرد تحريك تكتيكي أو بداية لسباق نووي جديد.
1. سبب الحركة: كلمات مدفيديف وتحذير أمريكي
دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ورئيس سابق، نشر على وسائل التواصل تصريحات اعتُبرت مؤيدة لرد عسكري نووي في حال استمرار التصعيد. أشار ضمنيًا إلى نظام "Dead Hand" الذي يضمن الرد حتى لو دُمّر كبار المسؤولين الروس.
ترامب رد عبر حسابه بأن هذه التصريحات "سخيفة واستفزازية"، مما دفعه لإصطياد الفرصة لإرسال رسالة ميدانية تفيد أن الولايات المتحدة "جاهزة تمامًا لأي ظرف"، وفقًا لمرسومه الشخصي.
2. تفاصيل تحريك غواصات الردع
الرئيس الأمريكي أمر بنقل غواصتين نوويتين من فئة Ohio-class، ليتمركزا في "مناطق مناسبة" قرب المياه الروسية. هذه الغواصات جزء أساسي من الثالوث النووي الأميركي (Triad) الذي يشمل الغواصات والصواريخ العابرة والقاذفات الجوية.
الغواصات من طراز Ohio تتحمل ما يصل إلى 20 صاروخ Trident II مجهزة برؤوس نووية، وتعد الجزء البحري الأكثر سرية وقدرة على الرد النووي المفاجئ
3. الجدل حول الجدوى الاستراتيجية
بحسب محللين مثل مايكل كلارك، فإن تحريك غواصات Ohio من أعماق المحيط إلى مناطق ضحلة قد يقلل من فعاليتها. هذه الغواصات مصممة للبقاء خفية وصامتة لبث تهديد الردع النووي بصمت، والنقل قد يفقدها عنصر المفاجأة.
سابقًا، أكد ترامب أنه سيفعل كل ما يلزم "لحماية الشعب الأميركي"، ورغم تجاهل البنتاغون الإفصاح عن مواقع الغواصات، فإن هذه الحركية تركت انطباعًا أنها أكثر عن رسائل سياسية منها خطوات تكتيكية فعالة.
4. الرد الروسي وردود الفعل الدولية
الإعلام الروسي الرسمي، بما في ذلك وكالات قريبة من الكرملين، تعامل مع إعلان ترامب بسخرية، ووصفت الخطوة بأنها "ثرثرة ساخرة" أو محاولة لن يخدعنا بها أحد. المؤسف أنه لم يصدر أي رد رسمي مباشر من وزارة الدفاع أو الخارجية في موسكو.
في الغرب، انتقد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، القرار واصفًا إياه بأنه غير محسوب وعرض للخطر المفهوم النووي الرسمي، ونصح بأن تُوجّه هذه القرارات عبر البنتاغون وليس من منبر سياسي مفتوح.
5. تداعيات على التوازن النووي وتطور الردع
وجود الغواصات قرب الحدود الروسية ليس مجرد إعلان بل جزء من توازن الردع المعقد بين واشنطن وموسكو. إذ تعد الغواصات جزءًا حيويًا من قدرة الرد المتعدد المسارات في حال استخدام السلاح النووي.
هذه الحادثة تعد النموذج الأحدث من سباق الخطاب النووي، ما بين تصريحات العدوان المتبادل، والهجمات الإلكترونية، وعقوبات الطاقة، مما يعيد تذكير العالم بمدى هشاشة التوازن الاستراتيجي الحالي.
الخاتمة ودعوة للتفاعل
القرار الأمريكي بتحريك الغواصات النووية لم يكن مجرد خطوة تكتيكية، بل تحوّل رمزي في لغة الردع الحديثة؛ رسائل من عالم يشهد تصعيدًا لفظيًا وعسكريًا متقاطعًا. الرؤية التي كانت تقليديًا محصورة في المخابرات العسكرية، بات الآن تُعرض في العلن وتستخدم كأداة ضغط.
لجيلنا اليوم، يبقى السؤال: هل نعيش فعلاً على عتبة عصر جديد من الصراعات النووية المتنقلة؟ وهل يبقى الردع النووي وسيلة سياسية أكثر من كونه استراتيجية دفاعية؟ شاركنا رأيك:
هل ترى أن تحريك الغواصات كان خطوة ضرورية؟