الفنانة ديالا الوادي.. تاريخ فني انتهى بجريمة قتل

هل خنق الموت صوت ديالا الوادي؟
صوتها غاب عن المسرح منذ سنوات، لكن حضورها ظل حيًا في ذاكرة الفن السوري. حتى جاء الخبر الصادم: الفنانة ديالا صلحي الوادي، وُجدت مقتولة داخل شقتها في حي المالكي بدمشق، في جريمة كشفت أن أقرب الناس قد يكونوا أخطرهم.
جريمة تهزّ دمشق والمشهد الثقافي
ليلة الأحد، عُثر على جثة ديالا داخل منزلها، بعد أن تعرّضت للخنق والسرقة. خلال ساعات، أعلنت شرطة دمشق أنها حلّت لغز الجريمة. المفاجأة؟ الجاني هو زوج عاملة التنظيف التي كانت تعمل في منزلها، والتي خططت معه للجريمة، مستغلين ثقة الفنانة ومعرفتهم بتفاصيل حياتها اليومية.
ديالا الوادي: سيرة فنية حافلة وأصول ثقافية عريقة
- تنتمي لعائلة موسيقية مرموقة: والدها صلحي الوادي مؤسس المعهد العالي للموسيقى والفرقة السيمفونية الوطنية، ووالدتها كانت أستاذة موسيقى.
- تحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية، واختارت البقاء في دمشق.
- تخرّجت عام 1986 من المعهد العالي للفنون المسرحية، إلى جانب نخبة من الفنانين مثل حاتم علي وغسان مسعود.
- رغم ابتعادها عن الأضواء، بقيت رمزًا فنيًا أكاديميًا لم يُنسَ.
كيف تم كشف القاتلين؟
- الشرطة اعتمدت على كاميرات المراقبة وتحليل حركة الاتصالات.
- تم التعرف على الجاني خلال أقل من 24 ساعة.
- العاملة اعترفت بتخطيط الجريمة مع زوجها بهدف السرقة.
- وزارة الداخلية نشرت فيديو يعرض تمثيل الجريمة من قبل المتورطَين.
- تم توقيف الجناة، وصودرت بعض المسروقات، والملف أُحيل إلى القضاء.
لماذا هزّ الخبر الرأي العام؟
- لأن ديالا لم تكن مجرد فنانة، بل ابنة لمشهد ثقافي بأكمله.
- لأنها قتلت على يد من وضعت ثقتها بهم.
- ولأن الجريمة أعادت طرح أسئلة عن الأمان الشخصي، وثقافة الثقة، في مجتمع يزداد فيه الانهيار القيمي.
ليس فقط خبر قتل.. بل فقدان لذاكرة فنية
حين تُقتل فنانة مثل ديالا، لا تُزهق روح فقط، بل يُغتال معها جزء من الذاكرة الثقافية. الكاتبة، الشاعرة، الممثلة، ليست مجرد مهنة؛ بل حافظة لقصة، لأرشيف، لمشهد وطني وإنساني.
هل نعيش زمن اغتيال القيم؟
بين مَن خان الثقة، ومن اعتقد أن المال يُبرر الجريمة، تكشف هذه الحادثة عن هشاشة القيم في واقع معقّد. لكن ما يبقى، هو أثر الفن، وذكرى ديالا التي تحوّلت في لحظة من فنانة مسرح، إلى رمز لقضية.
