"ستاربكس" تُسجل تراجعا حادا في أرباحها.. هل نجحت حملات المقاطعة؟

هل هزّت المقاطعة عرش ستاربكس؟
منذ بدأت آلة الحرب الإسرائيلية حربها على غزة قبل عامين، تزايدت دعوات المقاطعة الشعبية لشركات يُتهم بعضها بالتواطؤ أو الدعم المباشر للاحتلال. وعلى رأس تلك الشركات: ستاربكس، التي وجدت نفسها في مرمى سيل من الحملات الرقمية والدعوات لمقاطعتها في العالم العربي والإسلامي.
السؤال الذي ظل مطروحًا: هل تؤثر المقاطعة حقًا على عمالقة الاقتصاد العالمي؟ الأرقام الأخيرة تقول نعم.
أرباح تنهار بنسبة 47%
في تقريرها المالي للربع الثالث من عام 2025، أعلنت ستاربكس عن تراجع صافي أرباحها بنسبة 47.1% مقارنة بنفس الفترة من 2024. فقد انخفضت الأرباح من أكثر من 1.5 مليار دولار إلى نحو 558.3 مليون دولار فقط. ليس هذا فحسب، بل شهد سهم الشركة تراجعًا حادًا، من 0.93 دولار إلى 0.49 دولار للسهم، أي بانخفاض بنسبة 47.3%.
رغم هذا التراجع الكبير، حاولت الشركة التخفيف من وقع الأزمة عبر الحديث عن "ضغوط على الهوامش" و"ارتفاع التكاليف التشغيلية"، متجاهلة الإشارة المباشرة إلى تأثير المقاطعة.
الاعتراف الضمني من ستاربكس
لكن رئيسها التنفيذي، براين نيكول، كان صريحًا أكثر في مقابلة مع بلومبيرغ مطلع العام. قالها بوضوح: "حملات المقاطعة التي واجهناها في الشرق الأوسط أثرت بوضوح على مبيعاتنا وإيراداتنا". لم يقتصر التأثير -وفق نيكول- على الشرق الأوسط فقط، بل امتد إلى السوق الأميركية نفسها.
ورغم نفيه لأي دعم عسكري للاحتلال الإسرائيلي، فإن اعترافه بوقع المقاطعة يوضح حجم الضرر الذي تعرضت له "ستاربكس".
انخفاض مستمر في الأداء
أرقام الربع الأخير من عام 2024 أظهرت أيضًا مسارًا نزوليًا واضحًا:
- أرباح الشركة تراجعت من 1.21 مليار إلى 909.3 مليون دولار
- المبيعات في أميركا الشمالية انخفضت بنسبة 6%
- الأسواق الدولية شهدت تراجعًا بنسبة 9%
- أما في الصين، فوصل الانخفاض إلى 14%
- الإيرادات الكلية انخفضت بنسبة 3.2% إلى 9.1 مليار دولار
- الأرباح لكل سهم انخفضت بنسبة 25%
تخبط في الموقف يكشف الحقيقة
التناقض بين تصريحات نيكول وتقرير الشركة المالي يوضح أمرًا واحدًا: أن المقاطعة نجحت في التأثير الحقيقي على شركة بحجم ستاربكس. الأرقام لا تكذب، والردود الدفاعية تكشف حالة من التخبط، ومحاولة التخفيف من الأثر.
في زمن تملك فيه الشعوب قوة التأثير عبر سلوكها الاستهلاكي، يبدو أن رسالة المقاطعة بدأت تصل. وربما تكون ستاربكس مجرد البداية.