هوس ترامب بالإعلام.. معركة لا تنتهي أمام الكاميرات

لماذا يكره دونالد ترمب الإعلام؟ ومن يدفع الثمن؟
منذ عودته إلى البيت الأبيض في فترة رئاسية ثانية، يكاد لا يمر يوم دون أن يُهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صحفيًا، أو قناة تلفزيونية، أو حتى منصة رقمية.
في كل مؤتمر صحفي، أو تغريدة غاضبة على منصته الخاصة Truth Social، يفتح ترمب النار ضد الإعلام، ليبقى السؤال المطروح؛ هل لدى ترمب هوس شخصي؟ أم أنها استراتيجية سياسية مدروسة؟
"الإعلام عدو الشعب"
هذه الجملة تكررت في خطابات ترمب، والتي شكّلت قاعدة لما يسميه البعض "نموذج ترمب في الحكم"، ولا يمكن اعتبارها مجرد عبارة فالإعلام بات هدفا دائما في خطاباته.
كل من يخالفه.. خائن!
- لا يقتصر هجوم ترمب فقط على المؤسسات الإعلامية الليبرالية مثل CNN أو MSNBC، بل يمتد هجومه لمنابر كانت محسوبة على اليمين، مثل Fox News، إذا خالفت روايته.
- في آخر تصريح له، وصف الإعلام بأنه "أداة الفوضى والتضليل"، متهمًا الصحفيين بأنهم "لا يحبون أميركا ويريدون إسقاطه بأي ثمن".
- الأزمة ليست مجرد انتقادات، بل تطورت لمحاولات تشويه سمعة صحفيين بالأسماء، وسحب تصاريحهم الصحفية، بل وتهديدهم أحيانًا بالقانون.
هوس أم استراتيجية؟ هل فعلاً يكره الإعلام أم يستفيد منه؟
بعض المتابعين والمحللين يرون أن ترمب يعي بالضبط ما يفعله،فكلما اشتدت أزماته القانونية أو السياسية، يصرف الأنظار نحو عدو مفترض؛ الإعلام.
- بهذه الطريقة، يُبقي قاعدته الشعبية في حالة غضب دائم ضد "النخبة" و"الإعلام الفاسد".
- يرى محللون أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل مأخوذة من كتب التاريخ السياسي التي استخدمها زعماء آخرون لتأليب الشعوب على الصحافة.
- وبالفعل، لا تزال استطلاعات الرأي تُظهر أن نسبة من ناخبي ترمب ترى الإعلام "متحيزًا"، ويعتبرونه امتدادًا للمؤسسة التي تحارب "الرئيس الحقيقي".
حرية الصحافة.. ضحية
- بحسب منظمة "صحفيون بلا حدود"، فإن عهد ترمب السابق شهد تراجع ترتيب الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة العالمي.
- تم تسجيل عشرات الاعتداءات اللفظية، وحتى الجسدية، على صحفيين خلال تغطيات انتخابية، بعضها استند على "خطاب الكراهية" الذي تبناه الرئيس نفسه.
- هذه الأجواء دفعت صحفيين ومؤسسات إعلامية لإعادة التفكير في تغطيتهم لخطاباته.
الإعلام مقابل الشعبوية.. إلى أين يتجه هذا الصراع؟
المعركة مستمرة، وترمب لا يُظهر أي نية للتراجع، بل على العكس تماما يبدو أنه يستعد لحملة انتخابية جديدة تجعل من الإعلام "الخصم الأول" بدلًا من الديمقراطيين.
وفي المقابل، الإعلام الأميركي بدأ يُراجع نفسه أيضًا،هل أصبح جزءًا من اللعبة؟ هل فشل في محاسبة ترمب أم ساهم في تضخيمه؟