جريمة كراهية في الهند.. تسميم مياه مدرسة لإقصاء مدير مسلم!

في جريمة صادمة كادت تتحول إلى مجزرة جماعية بحق أطفال مدرسة، أقدم ثلاثة رجال في الهند على تسميم خزان مياه في مدرسة ابتدائية بهدف الإطاحة بمدير المدرسة لأنه مسلم.
الحادث وقع بإحدى قرى ولاية "كارناتاكا"، وأدى لإصابة 11 تلميذًا بحالات اختناق وتسمم نقلوا على إثرها للمستشفى، هزّت هذه الجريمة المدفوعة بالكراهية الدينية الرأي العام الهندي، وفضحت تصاعد التطرف ضد الأقلية المسلمة، حتى بلغ حد محاولة قتل أطفال أبرياء لتحقيق غاية تعصبية.
تفاصيل الحادثة ودوافعها
- مدير المدرسة يُدعى سليمان غوريناك، خدم في منصبه 10-15 عامًا، لكن كونه مسلماً في منطقة يغلب عليها الهندوس أثار حنق جماعة متطرفة تدعى " سري رام سيني"، حينها قرر زعيم محلي لتلك الجماعة التخلص منه ليتسلم إدارة المدرسة شخص آخر، من هنا ولدت جريمة تسميم المياه لإلصاق التهمة بالمدير المسلم وإجباره على التنحي.
- لم يجرؤ المتآمرون على سكب السم بأنفسهم خوفاً من كاميرات أو شهود، فجنّدوا طفلاً صغيرًا من تلاميذ المدرسة لإتمام المهمة، فأعطوه زجاجة تحوي مبيداً حشرياً ساماً ولقنوه سكبه في خزان ماء الشرب بالمدرسة خلال الفسحة، وبراءةً منه أو خوفاً، قام الطفل بما طُلب منه ظنًا أنه يطيع أوامر "الكبار"
- في 14 يوليو/ تموز الماضي، بدأ التلاميذ يشربون الماء كعادتهم ولم يمضِ وقت حتى شعر 11 منهم على الأقل بأعراض تسمم، وسادت حالة هلع، أبلغ المعلمون على إثرها الإسعاف فوراً، وتم نقل الأطفال إلى المستشفى، لحسن الحظ تلقوا العلاج اللازم واستقرت حالتهم دون وفيات، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد.
كشف الجريمة والقبض على الجناة
- أفصح أحد الأطفال الناجين لمعلميه بأنه شاهد زميلًا يصب سائلًا غريبًا في الخزان، وبالتزامن مع هذا الاعتراف، راجعت الشرطة تسجيلات كاميرا مراقبة قريبة فأكدت الشك، حيث وُثّق الصبي وهو ينفذ الفعل، واجهت الشرطة الطفل – وتحت إشراف أخصائيين نفسيين – فاعترف بما حدث وأرشد إلى المحرّضين.
- خلال أيام، اعتُقل 3 رجال بالغين ثبت تورطهم، أحدهم زعيم محلي في جماعة "سري رام سيني" المتطرفة هو العقل المدبر، واعترف هؤلاء أنهم خططوا للجريمة لمدة شهرين كاملين، وأعدّوا المبيد خصيصاً للإيقاع بالمدير المسلم.
- علّق رئيس وزراء الولاية زعيم حزب بهاراتيا جاناتا في كارناتاكا، قائلا "كادت تؤدي هذه الجريمة إلى مذبحة بحق أطفال أبرياء"، واتهم مباشرة قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم (القومي الهندوسي) بأن خطابهم التحريضي غذّى مثل هذه الجرائم في إشارة إلى أن الجو المشحون ضد المسلمين شجّع المتطرفين على ارتكاب فعل بهذا القدر من الوحشية.
صدمة في الهند وإدانات واسع
- عمّت مواقع التواصل الهندية موجة استنكار عارمة؛ وتصدر وسم #جريمة_كارناتاكا التريند، هندوس كثر قبل المسلمين عبّروا عن خجلهم من أن يصل التعصب إلى استهداف الأطفال.
- اضطرت الحكومة المركزية في نيودلهي للتعليق عبر وزارة التعليم التي شددت على "رفضها التام لمثل هذه الأفعال الإجرامية"، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات لضمان سلامة الطلاب في كل المدارس.
- خبراء حذروا أن هذه الجريمة ليست معزولة، بل تأتي في سياق تصاعد جرائم الكراهية الدينية في الهند خلال السنوات الأخيرة.