زيلينسكي: "أفضل محادثة لي مع ترامب".. وترامب يتعهد بسلام أوكرانيا خلال 24 ساعة!

وسط أجواء مشحونة بالحذر والترقب، خرج الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ليصف اجتماعه الأخير مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، بأنه "أفضل محادثة جمعتهم حتى الآن"، جاء ذلك عقب لقاء ثنائي في البيت الأبيض أعقبه قمة موسّعة جمعت ترامب وزيلينسكي مع قادة أوروبيين، حيث تعهد ترامب خلالها بتحقيق السلام في أوكرانيا سريعاً، أثار هذا التطور الإيجابي في نبرة زيلينسكي فضول المراقبين: ماذا دار في هذا الاجتماع "الأفضل"؟ وما وعود السلام التي قطعها ترامب للأوكرانيين؟
لهجة زيلينسكي تتحول!
تحوّل إيجابي في لهجة زيلينسكي، وتصريح مفاجئ، حيث قال زيلينسكي للصحفيين بعد القمة "هذه بالفعل خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وضمان أمن أوكرانيا وشعبنا"، واصفا اجتماعه مع ترامب بأنه كان "خطوة حقيقية نحو السلام".
مقارنة بين لقاءين
يعتبر هذا التحول لافتا إذا ما قورن بالزيارة السابقة للرئيس الأوكراني في فبراير الماضي، حين سادت أجواء متوترة اتهم فيها ترامب زيلينسكي بـ "قلة الاحترام"،
أما لقاء الأمس، فأبدى ترامب فيه انفتاحاً أكبر واستعداداً للإصغاء، فيما جاء زيلينسكي بلهجة تصالحية مرتدياً بزّة رسمية إرضاءً لذوق ترامب، وهو بالفعل ما أكّد عليه مسؤولون أميركيون أن ترامب كان مرتاحاً لظهور زيلينسكي بشكل "قائد دولة طبيعي" هذه المرة، ما أذاب الكثير من الجليد السابق في العلاقة.
ترامب يتعهد بإنهاء الحرب بسرعة
وفي قمة أمس، كرر الوعد الذي حملته الانتخابية بأنه يستطيع إنهاء الحرب الأوكرانية خلال 24 ساعة أمام زيلينسكي والقادة الأوروبيين، قائلاً: "اتفاق السلام هو أفضل طريقة لإنهاء الحرب، ويمكننا تحقيقه بسرعة خاطفة"، بل إنه ذهب أبعد من ذلك عندما أعلن أمام الصحافة أنه بدأ ترتيبات لعقد لقاء ثلاثي يجمعه مع زيلينسكي وبوتين قريباً، على أن يعقب ذلك قمة سلام يشارك هو فيها.
الدعم الأوروبي وضمانات ما بعد الحرب
حضر اللقاء مع زيلينسكي سبعة من قادة أوروبا البارزين، ساعين لضمان عدم تقديم أوكرانيا تنازلات مؤلمة، وأمام إلحاح الحلفاء، وافق ترامب على مبدأ توفير "ضمانات أمنية" لأوكرانيا بعد الحرب، بل إنه لم يستبعد إرسال قوات أميركية للمشاركة في تلك الضمانات إذا لزم الأمر، هذا التطور طمأن زيلينسكي إلى حد ما، إذ أن أحد مخاوف كييف الرئيسية هو تأمين حماية غربية رادعة تمنع روسيا من تكرار العدوان.
نقاط الخلاف الجوهرية والتنازلات المقترحة
لا تزال خلافات كبرى على الطاولة، فالرئيس الأوكراني كرر موقفه الرافض قطعياً لأي التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا، قائلاً إنه "لن يُهدي المحتل أرضاً"، في حين أفادت تقارير أن بوتين طرح على ترامب مقترحاً يقضي بضم روسيا إقليمي "دونيتسك" و"لوهانسك" كلياً، وتجميد القتال في "خيرسون"، و"زابوروجيا"، مقابل انسحاب أوكراني منها.
لاقت هذه الخطة الروسية رفضاً أوكرانياً صارماً، وأبلغ زيلينسكي ترامب بأنها تعادل منح بوتين منصة لهجوم جديد مستقبلاً.
بدت نبرة التصالح والأمل هي الغالبة في ختام القمة الأميركية – الأوروبية – الأوكرانية، ووعد ترامب بسلام سريع منح الأوكرانيين بصيص تفاؤل حذر، فيما وصف زيلينسكي اللقاء بأنه خطوة تاريخية نحو إنهاء الحرب، ورغم العقبات الكثيرة، ربما تؤسس هذه المحادثات "الأفضل حتى الآن" لبداية مسار تفاوضي جديد؛ فهل نشهد فعلاً اختراقاً دبلوماسياً يوقف نزيف الحرب الأوكرانية؟ أم أن التفاؤل سيتبدد على صخرة المطالب المستحيلة والتعنت الروسي؟