حل لغز وفاة الطبيبة العراقية بان زياد.. انتحار بسبب الاكتئاب ولا دليل على جريمة

بعد أسابيع من الشائعات والجدل حول وفاة الطبيبة العراقية الشابة، بان زياد طارق، في البصرة، أصدر القضاء العراقي تقريره النهائي بأن وفاة الدكتورة بان نتجت عن انتحار بسبب معاناتها من اكتئاب شديد، ولا صحة لفرضيات القتل أو الاعتداء الجنسي، وجاء هذا الإعلان ليغلق القضية التي شغلت الرأي العام العراقي، خاصة بعد تداول صور مؤلمة من مسرح وفاتها أثارت شكوكاً واسعة حيال رواية الانتحار.
التحقيق القضائي المفصل، الذي شمل تقارير طب شرعي وفحوص أدلة جنائية وشهادات عائلتها، خلص إلى أن بان (26 عاماً) أقدمت بنفسها على إنهاء حياتها داخل منزلها في 3 أغسطس الماضي جراء اضطرابات نفسية حادة كانت تعانيها.
وأكد مجلس القضاء الأعلى في بيان رسمي أنه لم يتم العثور على أي دليل على تدخل جنائي أو عنف جسدي بحقها، كما تم إطلاق سراح زميلها الطبيب الموقوف على ذمة التحقيق بعد ثبوت عدم مسؤوليته.
الاضطرابات النفسية المزمنة للطبيبة
- بيّن التقرير القضائي أن بان كانت تعاني منذ فترة من اكتئاب مزمن حاد شخصه أطباء نفسيون في بغداد.
- كانت قيد العلاج بدواء مضاد للاكتئاب (بوبروبيون) مع تحذير الأطباء من أن عدم انتظامها أو استسلامها للأفكار السوداوية قد يدفعها للانتحار
- طلبت بان قبل وفاتها بفترة قصيرة الدخول لمصحة نفسية أهلية في البصرة للعلاج، ما يشير إلى شدة الحالة. أكد شهود مقربون أنها صارحتهم مراراً بأفكار انتحارية.
- صديق مقرّب قال إنها أخبرته بأنها فكرت بالانتحار عدة مرات
- شهد طبيب كانت تتواصل معه هاتفياً ليلة الحادثة أنها قالت له بوضوح: "تعبت... أريد أن أرتاح من الحياة، أشعر برغبة بتقطيع يدي.
أدلّة مسرح الوفاة
- رسالة الدم وتطابق البصمات: عُثر في حمام غرفة بان على عبارة كُتبت بدمها على الباب هي "أريد الله، وأثارت هذه العبارة الحيرة، لكن فريق الأدلة الجرمية قام بفحص الخط ومقارنته بخط يد بان في مفكراتها وملاحظاتها الطبية وكانت النتيجة تطابق تام، أي أن بان بنفسها كتبت تلك الكلمات بدمها، مما يدحض احتمال كتابتها من قبل شخص آخر أراد تضليل التحقيق
- تم فحص عينات الدم والشعر في مكان الحادث وتأكد أنها تعود لها حصراً، فلا أثر لدماء غريب أو عراك.
- أداة الوفاة: بحسب تقرير الطب العدلي، قامت بان بجرح ساعديها بشكل أدى لنزيف حاد وصدمة وعائية (انخفاض ضغط الدم الحاد) أودت بحياتها.
شهادة الأسرة والشهود تنفي الجريمة
أبرز ما عزز رواية الانتحار كان إفادة والدي بان نفسها، وشقيقها وأقاربها، فوالدها زياد ووالدتها جنان أكدا أن ابنتهما كانت تحت ضغط نفسي هائل وأنها في ليلة وفاتها استغاثت بوالدها عبر الهاتف ثم أغلقت الباب على نفسها، كما صرّحا صراحةً بأنهما يؤمنان أن ما حدث هو انتحار وليست جريمة قتل، ولم يتهما أحداً، أما شقيقتها هبة وخالها، وزوجة خالها كلهم أجمعوا على نفس القول؛ بان كانت مكتئبة جداً وأقدمت على إيذاء نفسها، ولا شبهات جنائية.
تفنيد شائعات الاعتداء الجنسي
أحد أكثر المزاعم التي انتشرت على وسائل التواصل هي ادعاء تعرض الطبيبة بان لاعتداء جنسي قبل وفاتها، لكن التقرير التشريحي الطبي نفى ذلك بشكل قاطع، حيث تم فحص جسدها بدقة ولم تُلحظ أي علامات على اغتصاب أو تحرش، لا كدمات ولا آثار عنف جنسي، وجاء في بيان القضاء "لم تُسجل أي علامات على وجود خنق أو اعتداء جنسي".
وبإعلان القضاء هذا القرار الواضح، يُسدَل الستار على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل على مواقع التواصل في العراق مؤخراً، ورغم الألم على رحيل الطبيبة بان زياد المأساوي، فإن الحقيقة جاءت أقل غموضاً مما أشيع، معاناة نفسية حادة دفعتها لإنهاء حياتها، بعيداً عن أي سيناريوهات إجرامية.