بعد 45 عاما على الحرب العراقية-الإيرانية.. ماذا نعرف عنها؟

ملخص :
مرّ نحو 45 عاما على انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية (1980–1988) التي تُعدُّ واحدة من أطول، وأعنف الصراعات الإقليمية في القرن العشرين، مُخلفة وراءها آثارًا إنسانية وسياسية واقتصادية عميقة.
بداية الحرب
انطلقت هذه الحرب في 22 سبتمبر/أيلول 1980، عندما غزت القوات العراقية غرب إيران على طول الحدود المشتركة بين البلدين، وقد ادعت العراق أن الحرب بدأت في الرابع من سبتمبر/ أيلول، عندما قصفت إيران بعض النقاط الحدودية.
أسباب الحرب
تعددت الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية، وكان من أبرزها:
- النزاع على الحدود: تسعى العراق لاستعادة السيطرة على شط العرب، الذي كان قد تم تسليمه لإيران بموجب اتفاق الجزائر عام 1975.
- الطموحات الإقليمية: كان لدى الرئيس العراقي صدام حسين طموحات في تعزيز مكانة العراق كقوة إقليمية، خاصة بعد الثورة الإيرانية عام 1979.
- التوترات الطائفية: خوف العراق من تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى الدول ذات الأغلبية الشيعية، مما قد يشكل تهديدًا لنظامه البعثي السني.
- الاضطرابات الداخلية في إيران: استغل العراق حالة الفوضى السياسية والاقتصادية في إيران بعد الثورة، معتقدًا أن ذلك يوفر فرصة لتحقيق مكاسب إقليمية.
مجريات الحرب
- في البداية، حققت القوات العراقية تقدمًا سريعًا في الأراضي الإيرانية، خاصة في منطقة خوزستان الغنية بالنفط.
- سرعان ما تعثرت الحملة العسكرية بسبب مقاومة شرسة من القوات الإيرانية، واستخدام إيران لتكتيك "الموجات البشرية" من الجنود غير المدربين.
- تحول الصراع إلى حرب استنزاف طويلة، حيث استخدم الطرفان الأسلحة الكيميائية، وهاجموا المدن والمنشآت النفطية، وتبادلوا الهجمات على ناقلات النفط في الخليج العربي.
نتائج الحرب
- انتهت الحرب في أغسطس/ آب 1988 بقبول إيران لقرار مجلس الأمن رقم 598، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار.
- لم تُحقق أي من الدولتين أهدافها المعلنة، حيث فشلت العراق في تحقيق مكاسب إقليمية، بينما لم تتمكن إيران من الإطاحة بنظام صدام حسين.
- تسبب الصراع في مقتل أكثر من مليون شخص، وتدمير واسع للبنية التحتية، واستنزاف اقتصادي هائل للطرفين.
موقف الدول العربية
في ظل الظروف العربية الصعبة بسبب القطيعة مع مصر بعد توقيعها اتفاقيتي كامب ديفيد، واتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني في عام 1979، ونقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى تونس، كانت مواقف الدول العربية على النحو الآتي:
- المملكة العربية السعودية:
- دعمت العراق سياسيًا وماليًا.
- خشيت تصدير الثورة الإيرانية إلى دول الخليج.
- الكويت: قدمت دعمًا ماليًا كبيرًا للعراق (14 مليار دولار).
- سوريا:
- دعمت إيران سياسيًا وعسكريًا.
- توترت العلاقات مع العراق بسبب ذلك.
- دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى: تباينت المواقف بين الدعم غير المباشر للعراق والحياد.
- مصر: دعمت العراق سياسيًا رغم العزلة العربية بعد اتفاق كامب ديفيد.
- الجزائر وليبيا:
- دعمت إيران سياسيًا.
- لم تتدخل عسكريًا مباشرة.
- المغرب، تونس، موريتانيا:
- اتخذت موقفًا محايدًا.
- دعمت جهود الوساطة التي قامت بها الجامعة العربية.
- الأردن:
- دعم العراق سياسيًا واقتصاديًا.
- سهل ميناء العقبة إمدادات العراق.
- دعا إلى حل سلمي للحرب.
- فلسطين:
- مواقف متباينة بين دعم إيران، دعم العراق، والحياد.
- تأثرت المواقف بالعلاقات مع العراق والضغوط الإقليمية.
خاتمة
اعتُبرت الحرب العراقية-الإيرانية درسًا قاسيًا في تاريخ المنطقة، فقد أظهرت ضرورة تجنب الصراعات الإقليمية، وأهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة، وأكدت على أهمية دور الجامعة العربية في تعزيز الاستقرار الإقليمي، رغم التحديات التي تواجهها.