أردوغان يفاوض ترامب على شراء مقاتلات «إف-35»

ملخص :
- أردوغان يلتقي ترامب في البيت الأبيض
- مناقشات لشراء مقاتلات إف‑35 وإف‑16
- تركيا طُردت من البرنامج عام 2019 بسبب S‑400
- الصفقة قد تشمل إنتاجاً محلياً للقطع
- أهداف لتعزيز أسطول يضم 240 طائرة
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيزور واشنطن في 25 سبتمبر 2025 لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عودة تركيا إلى برنامج مقاتلات إف‑35 وشراء مزيد من الطائرات الحربية. تأتي الزيارة بعد سنوات من التوتر بين البلدين إثر شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية S‑400، ما أدى إلى طردها من البرنامج في عام 2019 وتعليق تسليم الطائرات.
في مقابلة مع قناة أميركية في 22 سبتمبر، قال أردوغان إنه سيعيد طرح ملف مقاتلات إف‑35 وإف‑16 خلال لقائه مع ترامب. وأضاف: «سنجري محادثات حول هذا الموضوع مرة أخرى. نتوقع من الولايات المتحدة أن تقوم بكل ما هو مطلوب، سواء في ما يتعلق بالطائرات إف‑35 أو إف‑16». ويأتي هذا السعي في وقت تُعد فيه تركيا أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، لكنها بحاجة إلى تحديث أسطولها الجوي واستبدال الطائرات القديمة.
مفاوضات الطائرات والانتاج المشترك
بحسب مصادر مقربة من قطاع الدفاع التركي، فإن الصفقة المطروحة مع واشنطن تشمل شراء عشرات من الطائرات إف‑35 إضافة إلى نحو 40 طائرة إف‑16 من طراز «فايفر»، فضلاً عن مئات الصواريخ وقطع الغيار والمحركات. وترغب أنقرة في ربط عمليات الشراء بشرط توطين جزء من الإنتاج داخل تركيا، الأمر الذي من شأنه تخفيض الكلفة الإجمالية التي قد تتجاوز 10 مليارات دولار وتعزيز صناعة الطيران المحلية. كما طلبت الحكومة التركية الحصول على ترخيص لتجميع محركات GE F110 وF404 المستخدمة في المقاتلات الأميركية، ما يساعد في تطوير الطائرة التركية «كاان» وطائرة التدريب «هورجيت».
يعترف أردوغان بأن استعادة مكانة تركيا في برنامج إف‑35 ليست سهلة. فقد أدى شراء منظومة S‑400 الروسية إلى فرض عقوبات قانون مكافحة أعداء أمريكا (CAATSA) وإخراج الشركات التركية من خطوط الإنتاج. لكن الحكومة التركية تؤكد أن أنظمة الدفاع الجوي ضرورية لأمنها، وأنها مستعدة للتفاوض بشأن آلية تضمن عدم تعارضها مع تقنية التخفّي الحساسة لمقاتلات إف‑35. وفي نهاية يونيو الماضي، صرّح السفير الأميركي في أنقرة بأن الجانبين قد يتوصلان إلى حل يسمح بعودة تركيا إلى البرنامج بحلول نهاية عام 2025.
أهمية الصفقة بالنسبة للقوة الجوية التركية
تسعى تركيا منذ سنوات لتحديث أسطولها الجوي الذي يضم نحو 240 طائرة من طرازات مختلفة. الحصول على مقاتلات من الجيل الخامس مثل إف‑35 سيمنحها تفوقاً تكنولوجياً في شرق المتوسط والبحر الأسود. كما أن 40 طائرة إف‑16 فايفر ستعزز قدرة سلاح الجو التركي على تنفيذ مهام دفاعية وهجومية، خاصة مع استمرار التوترات مع اليونان وسوريا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن توطين الإنتاج قد يوفر آلاف الوظائف وينقل التكنولوجيا إلى الصناعة المحلية، ما يعزز طموحات تركيا في إنتاج طائراتها المقاتلة.
لكن الصفقة محفوفة بالمخاطر. رفضت واشنطن في السابق إتمام أي عملية تسليم دون أن تتخلى أنقرة عن منظومة S‑400. كما يواجه ترامب ضغوطاً من الكونغرس الذي يرفض إعادة تركيا إلى البرنامج إلا بعد التأكد من التخلص من الأنظمة الروسية. ويثير بعض الخبراء مخاوف من أن استمرار الخلاف قد يدفع أنقرة إلى تعميق تعاونها مع روسيا والصين في مجال التسليح.
ماذا تعني الخطوة القادمة لتركيا؟
ستكون زيارة أردوغان إلى واشنطن حاسمة. إذا اتفق الزعيمان على مسار للعودة إلى برنامج إف‑35، فقد يُعلن عن اتفاق إطار يشمل جدولاً زمنياً لتسليم الطائرات واستضافة خطوط تجميع في تركيا. أما إذا فشلت المحادثات، فقد تتحول أنقرة إلى شركاء آخرين، مثل بريطانيا أو كوريا الجنوبية، لتعزيز برنامجها الوطني للطائرات المقاتلة. وسيكون رد فعل السوق والجيش التركي على نتيجة الاجتماع محور اهتمام المراقبين.
إعادة تركيا إلى برنامج إف‑35 ليست مجرد صفقة سلاح؛ إنها اختبار لعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وشكل مستقبل صناعة الطيران التركية. بالنسبة لجيل الشباب، تعكس هذه المحادثات صراعاً بين الطموح الصناعي والسيادة الوطنية من جهة، والقيود السياسية والتقنية من جهة أخرى. هل تعتقد أن واشنطن ستقبل عودة أنقرة إلى برنامج إف‑35 أم أن الخلافات ستدفع تركيا نحو شركاء آخرين؟