مدير الوكالة الذرية يعلن ترشحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة
رافائيل غروسي يرى أن الأمم المتحدة أصبحت بيروقراطية وغير فعالة ويكشف رغبته في قيادة المنظمة عقب انتهاء ولاية غوتيريش.

ملخص :
- رافائيل غروسي يعلن نيته الترشح للأمم المتحدة
- يعتبر أن الأمم المتحدة أصبحت «بيروقراطية وكبيرة»
- ولايته الحالية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتهي في 2027
- ولاية غوتيريش الثانية تنتهي في 31 ديسمبر 2026
- غروسي يؤكد أن عمله هو حملته الانتخابية
خلال مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز نشرت في حزيران/يونيو 2025، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي نيته الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. قال الدبلوماسي الأرجنتيني البالغ من العمر 64 عاماً إن الأمم المتحدة «في حالة سيئة للغاية في الوقت الحالي» وأنها أصبحت «ضخمة وبيروقراطية وغائبة عن حل الأزمات الدولية»، مضيفاً أنها لا يجب أن تكون كذلك.
ينتهي عهد الأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش في 31 ديسمبر 2026، ومن المتوقع أن تبدأ عملية اختيار خلفه في أواخر عام 2025. غروسي، الذي يشغل منصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2019، قال إنه لن يقوم بحملة انتخابية تقليدية، مؤكداً أن «عملي هو حملتي». وكان قد صرّح في أبريل الماضي أنه «يفكر بجدية» في الترشح، لكن تصريحاته الأخيرة جاءت أكثر وضوحاً وجزمًا.
تصريحات غروسي ورؤيته لإصلاح المنظمة
في مقابلته، انتقد غروسي أداء الأمم المتحدة قائلاً إن «الفكرة الأصلية جيدة، لكنها تحولت إلى كيان ضخم وبيروقراطي غائب عن حل الأزمات». وأضاف أن المنظمة بحاجة إلى إصلاح شامل لتعود إلى دورها في حل الصراعات ومعالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ ونزع السلاح النووي. يرى غروسي أن خبرته في إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما تعامله مع برامج إيران وكوريا الشمالية النووية، تؤهله لقيادة الأمم المتحدة نحو مسار أكثر فاعلية.
كما لفت إلى أنه لن يشن حملة انتخابية بالمعنى التقليدي، بل سيواصل عمله في الوكالة باعتباره خير دليل على قدرته على القيادة. وتُعد هذه الخطوة غير مألوفة في سياق التنافس على المنصب الأممي، حيث يقوم المرشحون عادة بجولات عالمية لكسب دعم الحكومات. ومع ذلك، يؤكد غروسي أنه سيعتمد على سجله المهني وعلى دعم بلده الأم الأرجنتين وربما بلدان أخرى في أميركا اللاتينية.
ما أهمية إصلاح الأمم المتحدة الآن؟
يأتي إعلان غروسي في وقت تتعرض فيه الأمم المتحدة لانتقادات متزايدة بسبب عجزها عن حل أزمات مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في غزة. ويقول معارضوه إن المنظمة أصبحت رهينة لخلافات القوى الكبرى، بينما يدعو مؤيدوه إلى منحها صلاحيات أوسع. يعتقد كثيرون أن الدور القيادي لشخص يتمتع بخبرة في المجال النووي يمكن أن يكون حاسماً خصوصاً في ظل تصاعد مخاطر الانتشار النووي في الشرق الأوسط وآسيا.
الأرقام تشير إلى أن غروسي هو أول مسؤول رفيع يعلن رسمياً نيته الترشح للمنصب، قبل نحو عام من بدء العملية الرسمية. ويتولى الأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش منصبه منذ عام 2017 وقضى ولايتين. ووفقاً للتقليد، فإن الأمين العام التالي قد يأتي من أميركا اللاتينية، وهي منطقة لم تحصل على المنصب من قبل. كما أن البعض يطالب بأن تكون الأمينة العامة المقبلة امرأة، وهو ما قد يجعل التنافس محتدماً بين مرشحين من الجنسين.
كيف ستتم عملية الترشيح المقبلة؟
من المتوقع أن تبدأ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عملية ترشيح الأمناء العامين في النصف الثاني من عام 2025، حيث يجب على كل مرشح الحصول على دعم رسمي من حكومة بلده. ستقوم مجلس الأمن بمراجعة الأسماء ثم يرفع توصية إلى الجمعية العامة التي تختار المرشح النهائي بأغلبية الثلثين. في حال تم ترشيح غروسي رسمياً، سيحتاج إلى بناء تحالفات دولية لضمان عدم استخدام حق الفيتو ضده من أي من الأعضاء الدائمين.
تعلن نية رافائيل غروسي الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة عن رغبة في إصلاح منظمة يرى أنها أصبحت أقل فعالية. بالنسبة للشباب في الشرق الأوسط، يثير هذا الإعلان تساؤلات حول مستقبل المنظمة ودورها في معالجة قضايا الأمن والسلام. هل تعتقد أن قيادة جديدة يمكن أن تعيد للأمم المتحدة قدرتها على حل الأزمات العالمية؟