حماس تطلب ضمانات لإنهاء الحرب في غزة
وسط استمرار القصف وسقوط الضحايا، تتصاعد المفاوضات بهدف إعلان هدنة تمتد شهرين وتنهي حربًا دامت نحو عامين.

ملخص :
- مساعٍ لوقف إطلاق النار خلال أيام
- حماس تريد ضمانات لإنهاء الحرب
- المقترح يشمل إطلاق أسرى وسحبًا تدريجيًا
- 57 ألف قتيل فلسطيني منذ 2023
- الاجتماع الأميركي الإسرائيلي الأسبوع المقبل
في القاهرة وغزة، تعمل أطراف إقليمية ودولية على صياغة اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. بحسب مصادر دبلوماسية، يتوقع أن يحمل الأسبوع المقبل ردًا رسميًا من الحركة حول مقترح هدنة جديدة تستمر 60 يومًا.
المقترح الذي تدعمه واشنطن ويدور عبر وسطاء مصريين وقطريين يشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، الإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين، وسحبًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من أجزاء من القطاع. لكن الحركة الإسلامية تشترط ضمانات بأن تكون الهدنة مقدمة لنهاية الحرب وليس مجرد هدنة مؤقتة.
تصاعد المشاورات بين الوسطاء
وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة يعملون على تذليل العقبات الأخيرة. مسؤولون إسرائيليون أشاروا إلى أن الاتفاق بات قريبًا وأن إسرائيل تستعد لإرسال وفد إلى القاهرة فور تلقي رد إيجابي.
يمثل هذا الاقتراح أكثر من مجرد تبادل أسرى؛ فهو يتضمن إدخال مساعدات إنسانية واسعة إلى غزة وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق. مصدر قريب من حماس قال لرويترز إن الحركة تريد «ضمانات واضحة» بأن الهدنة ستنتهي بوقف دائم للحرب. وأضاف المصدر أن الحركة سترد على المقترح بعد التشاور مع الفصائل الأخرى.
الولايات المتحدة تدفع بقوة للوصول إلى اتفاق. السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي قال في تصريح تلفزيوني إن الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «يريدان إنهاء الحرب» وأن شعوب البلدين ترغب في ذلك.
أرقام تكشف حجم المأساة في غزة
بينما تدور المفاوضات، تستمر الغارات الإسرائيلية مخلفة عشرات القتلى والجرحى يوميًا. وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 59 شخصًا في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي. وفي حادث مؤلم، قُتل 20 شخصًا أثناء توجههم إلى نقطة لتوزيع المساعدات، وقُتل 17 آخرون في قصف على مدرسة.
الحرب التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وأسفرت عن مقتل 1,200 إسرائيلي وأسر 251 رهينة، أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني حتى الآن. كما تسببت في نزوح أكثر من مليوني شخص داخل القطاع، ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة.
المقترح الحالي يتضمن إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء وإعادة جثامين 18 آخرين، مقابل إفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين. تشير التقديرات إلى أن هناك 50 رهينة إسرائيلية ما زالت في غزة، 20 منهم أحياء.
هل تقترب نهاية الحرب؟
رغم التفاؤل الحذر، لا تزال العقبات قائمة. حماس تخشى أن تستغل إسرائيل الهدنة لإعادة ترتيب صفوفها ثم استئناف الهجوم، لذا تطالب بضمانات دولية لمنع ذلك. من جهتها، تصر إسرائيل على أن الحرب لن تنتهي قبل تدمير القدرات العسكرية للحركة.
من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل. هذا اللقاء قد يكون حاسمًا في تثبيت الاتفاق وضمان دعم سياسي له داخل إسرائيل. إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد تبدأ مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار خلال الهدنة.
بالنسبة لجيل الشباب في الشرق الأوسط، تأتي هذه الهدنة المحتملة كجرعة أمل في نهاية صيف دموي. إنه جيل عاش طفولة وشبابًا مليئَين بالأزمات والحروب، لذا فإن الحديث عن وقف دائم لإطلاق النار يعني إمكانية متابعة الدراسة، السفر، وربما إقامة مشاريع أحلامهم. السؤال الآن: هل تعتقد أن هذه الهدنة ستصمد وتغير مستقبل المنطقة؟