ضربة أميركية لقارب مشتبه بتهريب المخدرات قبالة فنزويلا.. فما المبررات؟

ملخص :
نفذت القوات الأميركية ضربة جوية على قارب يشتبه في تهريبه كميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وفق ما أعلن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، يوم أمس الجمعة.
إعلان المسؤولين الأميركيين
قال هيغسيث عبر منصة (إكس): قتل أربعة مهربي مخدرات إرهابيين على متن القارب في الضربة التي نفذت في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا، بينما كان المركب ينقل كميات كبيرة من المخدرات باتجاه الولايات المتحدة لتسميم شعبنا، مضيفا أن الرئيس الأميركي أصدر الأمر بشن الضربة، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ضد مهربي المخدرات ستستمر حتى تنتهي الهجمات على الشعب الأميركي.
وبذلك، وصل عدد القتلى في أربع ضربات أميركية على مراكب يُشتبه في تهريبها المخدرات إلى 21 شخصاً.
السياق القانوني والسياسي
جاءت هذه الضربة بعد إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة منخرطة في "صراع مسلح" ضد عصابات المخدرات.
ويشير خبراء قانونيون إلى أن استخدام القوة العسكرية ضد أشخاص يشتبه في تهريبهم المخدرات خارج الحدود الأميركية وإعلان صراع مسلح يعد إجراءً غير قانوني.
وفي إشعار أُرسل إلى الكونغرس وحصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه، قدّمت إدارة ترامب تبريراً قانونياً لثلاث ضربات سابقة. وجاء في النص الصادر عن البنتاغون: "قرر الرئيس أن هذه الكارتلات هي جماعات مسلحة غير حكومية، وصنفها منظمات إرهابية، واعتبر أن أفعالها تشكل هجوماً مسلحاً ضد الولايات المتحدة".
ووصف المسؤولون الأميركيون الأشخاص الذين يشتبه في تهريبهم المخدرات بأنهم "مقاتلون خارجون عن القانون".
تصريحات الرئيس الأميركي
قال الرئيس الأميركي على منصته "تروث سوشيال": تم اعتراض مركب محمّل بالمخدرات، يكفي لقتل ما بين 25 ألفاً و50 ألف شخص، في وقت مبكر صباح اليوم قبالة سواحل فنزويلا، ما حال دون دخوله الأراضي الأميركية.
ردود الفعل في فنزويلا وكولومبيا
ندد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بالضربة واصفاً إياها بـ "عدوان مسلح" تهدف إلى تغيير النظام في البلاد، مؤكداً استعداده لتعبئة جنود الاحتياط "إذا اقتضت الضرورة الانتقال من المواجهة غير المسلحة إلى المواجهة المسلحة".
وكانت الحكومة الفنزويلية قد نددت الخميس بـ "توغل غير قانوني" لمطاردات أميركية في مناطق تحت إشرافها الجوي.
من جهته، اعتبر الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، الضربة انتهاكاً للقانون الدولي، وقال عبر منصة (إكس): "إطلاق صواريخ عندما يكون بالإمكان اعتراض القوارب، كما تفعل كولومبيا، يعد انتهاكاً لمبدأ التناسب القانوني العالمي، وبالتالي هو جريمة اغتيال".
التحركات العسكرية الأميركية الأخيرة
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت نهاية أغسطس/آب، بوارج حربية إلى منطقة الكاريبي، بالإضافة إلى 10 طائرات مقاتلة من طراز «إف-35» إلى بورتوريكو، ضمن عملية قالت واشنطن إن هدفها التصدي لتهريب المخدرات.
وتتهم الإدارة الأميركية الرئيس الفنزويلي وحكومته بقيادة شبكة واسعة لتهريب المخدرات إلى الأراضي الأميركية.