زيارة نتنياهو لواشنطن: "إخفاق مطلق" ورسائل صادمة من ترامب

في مشهد غير معتاد من العلاقات الأميركية الإسرائيلية، خرجت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن بنتائج صادمة حتى لأكثر مؤيديه. فبدلاً من الدعم المعتاد، تلقى نتنياهو سلسلة من الرسائل السياسية التي وصفها محللون إسرائيليون بأنها "إخفاق سياسي مدوٍ"، من أبرزها إشارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التقارب مع إيران، وتفضيله العلاقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
• ترامب يدعو نتنياهو لحل مشاكله مع أردوغان
• إعلان مفاجئ عن محادثات مباشرة مع إيران
• رفض أميركي لتخفيض التعرفة الجمركية لإسرائيل
وخلال اللقاء في البيت الأبيض، عبّر ترامب صراحة عن أن إسرائيل لن تحظى بأي تخفيضات جمركية، ووجه نصيحة مباشرة لنتنياهو مفادها: "حل مشاكلك مع أردوغان، إنه صديقي المفضل".
تحليلات القناة 13 الإسرائيلية وصفت الزيارة بـ"الفشل المطلق"، حيث أشار المحلل غيل تماري إلى أن نتنياهو غادر واشنطن دون إنجاز يُذكر، بل سمع من خلف ظهره عن محادثات سرية أميركية-إيرانية، ما اعتُبر ضربة سياسية لنهج نتنياهو في مواجهة طهران.
من جهته، شن وزير الدفاع السابق موشيه يعالون هجوماً حاداً على نتنياهو، متهماً إياه بإدارة حرب مستمرة منذ أكثر من عام ونصف دون رؤية أو نهاية واضحة. وقال:
"نتنياهو يضحي بالجنود والمحتجزين من أجل بقائه السياسي وائتلافه الحكومي".
• نتنياهو "يبيع الأسرى" سياسياً؟
• عائلات المحتجزين: رئيس الحكومة أهمل القضية
التصريحات الإسرائيلية المعارضة لنتنياهو لم تتوقف. إذ قال عيدو دمبين، المختص بالشأن الأميركي، إن نتنياهو بدا "خائفاً من ترامب"، بينما وصف ترامب بأنه "أسوأ رئيس عرفته إسرائيل"، وأضاف: "حتى حماس لا تخافك".
وفي تعليق لافت، وصف ضابط سابق في جهاز الشاباك تصريحات نتنياهو حول قرب الانتصار بأنها "وهمية"، مؤكداً أن إسرائيل لا تقترب من النصر، بل تبتعد عنه سنوات طويلة. وقال: "ما حدث في واشنطن ليس مجرد زيارة دبلوماسية عادية، بل كشف لفجوة استراتيجية بين الحليفين التقليديين".
وتستمر احتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، خاصة بعد تنصل نتنياهو من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى الذي رعته مصر وقطر بدعم أميركي. وكانت المرحلة الأولى قد بدأت في يناير 2025، وشهدت إطلاق سراح عدد من الأسرى، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بباقي البنود، ما أدى لتوقف العملية بالكامل.
الرسالة التي خرج بها الشارع الإسرائيلي من زيارة نتنياهو إلى واشنطن واضحة: التحالفات ليست ثابتة، والمصالح تتغير، وحتى أقرب الحلفاء يمكن أن يوجهوا ضربات سياسية في لحظات غير متوقعة.