الأسواق تنتعش بعد تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية

قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتراجع عن رسوم جمركية كان يعتزم فرضها فاجأ الأسواق العالمية وأطلق موجة ارتفاع واسعة في مؤشرات الأسهم، مما يعكس حساسية الاقتصاد العالمي لأي تحركات سياسية أميركية... فماذا يعني ذلك لمستقبل التجارة الدولية؟
عادت الابتسامة إلى وجوه المستثمرين فجأة. لماذا؟
لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبعد أسابيع من التهديد بفرض رسوم جمركية جديدة على منتجات مستوردة من الصين وعدة دول آسيوية وأوروبية، أعلن تراجعه عن القرار مؤقتًا... وهذا كان كافيًا ليُشعل الأسواق العالمية إيجابيًا.
فور الإعلان، قفزت مؤشرات كبرى مثل S&P 500 وناسداك، كما انتعشت أسواق آسيا وأوروبا، وارتفع الدولار أمام عملات رئيسية. حتى الذهب – الذي عادةً ما يصعد مع التوتر – تراجع قليلًا.
خلفية القرار
الرئيس ترامب كان قد ألمح خلال الفترة الماضية إلى نيته فرض رسوم جديدة "لحماية الصناعات الوطنية" حسب تعبيره. وتشمل هذه الرسوم قطاعات التكنولوجيا والسيارات والطاقة المتجددة.
لكن ما حدث لاحقًا، وفق مراقبين، هو أن الضغط من وول ستريت وكبار الصناعيين جعل البيت الأبيض يعيد التفكير، خصوصًا مع الخوف من تراجع ثقة المستثمرين وانكماش اقتصادي محتمل.
في بيان مقتضب، قالت الإدارة الأميركية:
"نُعيد تقييم الخطة بهدف تجنّب آثار غير مقصودة على النمو الاقتصادي الأميركي."
كيف تفاعلت الأسواق؟
ناسداك أغلق على ارتفاع بنسبة 2.3%
مؤشر داو جونز قفز بأكثر من 400 نقطة
أسهم شركات التكنولوجيا مثل Apple وTesla وMicrosoft ارتفعت بسرعة
الأسواق الأوروبية مثل DAX الألماني وFTSE البريطاني شهدت مكاسب
حتى الأسواق الناشئة تنفست الصعداء، ومنها بورصات الخليج
ماذا يقول المستثمرون؟
ردود فعل المحللين كانت واضحة:
"أي تراجع عن التصعيد التجاري يعني عودة الثقة للأسواق… والرسالة من ترامب واضحة: هو يفهم أن الاقتصاد أقوى ورقة في يده."
لكن البعض حذر من الإفراط في التفاؤل، قائلين إن هذا التراجع مؤقت وقد يتغيّر في أي لحظة، خصوصًا أن ترامب معروف بتبدّل مواقفه.
ما القطاعات الأكثر استفادة؟
التكنولوجيا: لأنها تعتمد على واردات كثيرة من الصين وآسيا
السيارات: حيث الرسوم كانت ستؤثر على قطع الغيار وسلاسل التوريد
الطاقة النظيفة: خصوصًا الشركات التي تستورد ألواح شمسية ومعدّات خضراء
الخدمات المالية: لأنها ترتبط بثقة السوق بشكل مباشر
التأثير على الشرق الأوسط
الدول العربية، خصوصًا الخليجية، تتأثر بالأسواق الأميركية بشكل مباشر، فـ:
النفط ارتفع قليلًا نتيجة تحسّن المعنويات
البورصات الخليجية شهدت مكاسب بقيادة السوق السعودي والقطري
المستثمرون في الإمارات ومصر تنفسوا الصعداء بعد تخفيف المخاوف من ركود عالمي
كما أن الكثير من الشباب العربي العاملين في قطاعات مرتبطة بالتجارة والتقنية يتأثرون بتحركات مثل هذه، سواء في الرواتب، أو فرص العمل، أو حتى أسعار السلع المستوردة.
ماذا بعد؟
السؤال الآن: هل تراجع ترامب "تكتيكي" أم "دائم"؟
الجواب غير واضح. لكن ما هو مؤكد أن أي قرار اقتصادي في واشنطن يصنع أثرًا عالميًا، وقد يكون لترمب أوراق أخرى يلعبها قريبًا.
المستثمرون في حالة ترقّب، والمتابعون السياسيون يرون أن هذه الخطوة جزء من إعادة التموضع بعد انتقادات داخلية، وأنها قد تتغير في حال تصاعد التوترات مع الصين أو أوروبا.