تركيا تنفي استهداف عتادها العسكري في سوريا.. فما الحقيقة؟

ملخص :
فندت أنقرة تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن استهداف الجيش الإسرائيلي لعتاد عسكري تركي متمركز في مدينة حمص السورية، مؤكدة أن هذه المزاعم "كاذبة".
وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية إن "التقارير التي تحدثت عن استهداف إسرائيل لعتاد تركي في سوريا لا أساس لها من الصحة"، مضيفاً أنه لم يطرأ أي تغيير على الأفراد أو المعدات العسكرية التركية المتمركزة في شمال سوريا.
تفاصيل الغارات الإسرائيلية في سوريا
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية أن غارة إسرائيلية، ليل الاثنين/ الثلاثاء الماضي، استهدفت معدات تركية نُقلت مؤخراً إلى حمص، واعتبرت أن أنقرة تحاول جرّ إسرائيل إلى مواجهة عسكرية.
هجمات سابقة على قواعد عسكرية
وسبق لإسرائيل في مارس (آذار) الماضي أن استهدفت قاعدة "تي 4" في تدمر عدة مرات، إضافة إلى قصف مطار حماه العسكري وإخراجه من الخدمة، بعد تقارير أشارت إلى أن تركيا كانت تسعى لتحويل "تي 4" إلى قاعدة تابعة لها، كما استُخدم مطار حماه لنقل مواد ومعدات بناء إلى القاعدة.
ونفت أنقرة -آنذاك- أي نية لإقامة قواعد عسكرية في سوريا، وأكدت أنها توصلت إلى تفاهم مع إسرائيل حول قواعد الاشتباك في الأراضي السورية عبر محادثات جرت في أذربيجان، بهدف منع أي مواجهة مباشرة بين الطرفين.
موقف وزارة الدفاع التركية
وخلال إفادة صحفية، اليوم الخميس، شدد مسؤول عسكري تركي على أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا وقطر تمثل "انتهاكاً للقانون الدولي واعتداءً على الحقوق السيادية"، محذراً من أن مثل هذه الأعمال «تُصعّد التوتر في المنطقة وتقوّض جهود السلام.
وأضاف أن القوات التركية تمارس أنشطتها داخل سوريا وفقاً للقانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، مؤكداً أنه لا توجد أي أحداث سلبية تتعلق بالقوات التركية أو معداتها المتمركزة هناك.
تحذير من "الطابور الخامس" وحملات التضليل
اتهم المسؤول جهات داخلية وخارجية بالوقوف وراء محاولات التشويش والتضليل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، داعياً إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والاعتماد فقط على التصريحات الرسمية.
تعاون عسكري متجدد مع سوريا
وكشف المسؤول العسكري أن تركيا بدأت بالفعل تدريب الجيش السوري، وتقديم الاستشارات، والدعم الفني له بموجب مذكرة تفاهم موقّعة بين وزارتي الدفاع في البلدين بتاريخ 13 أغسطس/ آب الماضي.
وتشمل الاتفاقية، التي وقعها وزير الدفاع التركي، يشار غولر، ونظيره السوري، مرهف أبو قصرة، أنشطة التدريب، والاستشارات العسكرية، وتزويد الجيش السوري بالأسلحة اللازمة.
وأكد أن جهود إعادة هيكلة الجيش السوري تسارعت بعد توقيع مذكرة التفاهم المشتركة، وبدأت أنشطة التدريب، والزيارات، والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية.
قلق تركي من التصعيد الإسرائيلي
وفي أعقاب استهداف إسرائيل لقيادات من حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، ظهرت دعوات من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة تشير إلى أن تركيا قد تكون الهدف المقبل بسبب علاقاتها الوثيقة مع الحركة.
واعتبر محللون سياسيون أنه ورغم استبعاد دبلوماسيين غربيين لاندلاع مواجهة إسرائيلية–تركية، سرعت أنقرة من مشروعاتها الدفاعية عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، بدعم أميركي، ومن بينها مشروع "القبة الفولاذية"، وتطوير الطائرات المسيّرة.
انعكاسات على القضية الكردية
ويرى خبراء أن التهور الإسرائيلي يعزز المخاوف التركية، خاصة مع دعم تل أبيب للانتفاضة الدرزية في جنوب سوريا، ما دفع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للتراجع عن اتفاق 10 مارس/آذار الموقع مع دمشق، وأن الموقف الإسرائيلي يعرقل مساعي أنقرة للتوصل إلى حل سياسي للقضية الكردية عبر نزع سلاح حزب العمال الكردستاني تحت شعار "تركيا خالية من الإرهاب".