قراصنة يخترقون "الشعاع الحديدي" الإسرائيلي.. فما القصة؟

ملخص :
أكد المخترقون في الفيديو أنهم نجحوا في الحصول على بيانات حساسة حول نظام الدفاع الليزري، إضافة إلى معلومات عن عدد من الأسلحة الإسرائيلية المتقدمة الأخرى. وشملت اللقطات التي نُشرت صورًا ووثائق تخص المنتجات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، من بينها:
- طائرة الاستطلاع المسيرة "سكاي لارك".
- نظام الدفاع الجوي "سبايدَر"
- صاروخ كروز متطور يعرف باسم "آيس بريكر".
- عقود دولية مسربة: صورًا لوثائق وعقود تعاون بين الجيش الإسرائيلي وعدد من الدول، من بينها أستراليا وبعض الدول الأوروبية، ما يعكس البُعد الدولي لبعض المشاريع الدفاعية الإسرائيلية.
ما هو "الشعاع الحديدي"
أعلنت شركة "رافائيل" الإسرائيلية المتخصّصة في تكنولوجيا الدفاع، للمرة الأولى في 11 شباط/فبراير 2014، عن نظامها الليزري الجوي المعروف باسم "الشعاع الحديدي"، وقد خضع لظهور علني واختبارات عملية لاحقة، من بينها اختبار ميداني أول أُجري في آب/أغسطس 2020، ويقدّم النظام نهجًا جديدًا للدفاع الجوي يعتمد على الطاقة الموجّهة لإسكات التهديدات قصيرة المدى واستكمال منظومة "القبة الحديدية" الاعتراضية.
المواصفات والقدرات التشغيلية
- يعمل النظام بمصدر ليزر قوي تبلغ قوته نحو 100 كيلوواط، ما يمكّنه من اعتراض أهداف جوية على مسافات تصل إلى نحو 7 كيلومترات (ما يقابل حوالي 4.3 أميال) مع قدرة عمليّة مستمرة طالما توفّرت الطاقة اللازمة.
- النظام لا يواجه قيودًا مفروضة على عدد الطلقات بالمعنى التقليدي، إذ أن تكلفة كل عملية اعتراض عبر حزمة الليزر منخفضة للغاية - تقارب 3.50 دولارًا- مقارنة بتكلفة صاروخٍ واحدٍ المستخدم في منظومة القبة التي تتراوح بين 40 و50 ألف دولار.
مبدأ العمل الفني
- يعتمد النظام على منظومة متكاملة تبدأ بالاكتشاف المبكّر والرصد عبر رادارات وأجهزة استشعار متقدمة.
- تليها آليات تتبّع دقيقة تسمح بتثبيت شعاع الليزر على هدف متحرك.
- بعد تثبيت الشعاع تُركّز الطاقة على نقطة صغيرة في جسم القذيفة أو الصاروخ أو الطائرة بدون طيار، ما يولّد حرارة عالية تؤدّي إلى إتلاف مكوّناتٍ حيوية، مما يؤدي إلى تعطيل المسار أو تفجير الحمولة أو إحداث ضررٍ هيكلي كافٍ لتحييد التهديد قبل وصوله إلى المنطقة المستهدفة.
مزايا نسبية مقارنة بأنظمة الصواريخ الاعتراضية
- يُسجّل للنظام مزايا واضحة من ناحية التكلفة التشغيلية والدقة وتقليل الأضرار الجانبية؛ فالليزر يوفّر استجابة سريعة وتكلفة لكل اعتراض تُعد زهيدة مقارنةً بتذخير القبة.
- كما أن اعتماده على طاقة مخزّنة يتيح له العمل لفترات ممتدة دون الحاجة إلى إعادة تزويد ذخائر، ما يجعله ملائمًا للدفاع عن نقاط ثابتة ووحدات تُعتبر محور حماية مُتمركزة.
القيود والتحديات الميدانية
رغم المزايا، يواجه "الشعاع الحديدي" قيودًا تقنية وبيئية تحدّ من فعاليته في بعض السيناريوهات:
- الحاجة إلى دقةٍ عالية وثبات: يتطلب الليزر تثبيت شعاعه على بقعة صغيرة لثوانٍ معدودة، ما يصعّب اعتراض الصواريخ قصيرة المدى أو الأهداف سريعة التسارع.
- الظروف الجوية: الأجواء المليئة بالغبار أو الدخان أو الغيوم تُضعف من كثافة الشعاع وتشتت طاقته، وبالتالي تقلّ كفاءته في اختراق أغلفة الأهداف أو تعطيلها.
- مواجهة الأسراب والأهداف المتعددة: يَقتصر النظام غالبًا على التعامل مع هدف واحد في كل مرة، ما يجعله أقل فاعلية في حال هجماتٍ متزامنة أو أسراب من الطائرات دون طيار.
- التعرض لتدابير مضادة: الحاجة إلى البقاء مثبتًا على الهدف تمنح الخصم نافذة زمنية لاتخاذ إجراءات مضادة، مثل تغيير مسار القذائف أو زيادة كثافة الهجوم.
- متطلبات التبريد والاستقرار: تعمل المنظومة بكثافة طاقة عالية ما يستلزم أنظمة تبريد واستمرارية في الإمداد الطاقي، ما يقيّد مرونتها التشغيلية ويجعلها أكثر ملاءمة للدفاع الثابت عن مواقع محددة.
خطوة متقدمة لكن ليست بديلاً كاملاً
يُعدّ "الشعاع الحديدي" خطوة نوعية في مسار أنظمة الدفاع الجوي القائمة على الطاقة الموجّهة، ويقدّم حلولًا اقتصادية ودقيقة للتعامل مع تهديدات محددة، لا سيما الطائرات من دون طيار والقذائف القصيرة المدى،غير أنّ الاعتماد عليه بوصفه حلاً وحيدًا غير ممكن حاليًا، إذ تبرز حاجةٌ ميدانية لتكامله مع أنظمة صاروخية اعتراضية- مثل القبة الحديدية- للتعامل مع طيفٍ أوسع من التهديدات والظروف الجوية والمواجهات المعقّدة.





