ترامب يمتدح الشرع بعد أول لقاء لهما في البيت الأبيض.. فما التفاصيل؟

ملخص :
وصل الشرع إلى البيت الأبيض بعيداً عن الأضواء، حيث دخل من مدخل جانبي بدلاً من البوابة الرئيسية للجناح الغربي، لتفادي الكاميرات والإعلاميين الذين كانوا بانتظاره، وخلافاً للبروتوكولات المعتادة في استقبال القادة الأجانب، جاء اللقاء مغلقاً وسرياً، إذ لم يُسمح لوسائل الإعلام بحضوره، في وقت نشرت الرئاسة السورية صوراً للرئيسين داخل المكتب البيضاوي، وهما يتصافحان ويتبادلان الحديث بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، من بينهم نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، ووزير الحرب بيت هيغسيث، ورئيس الأركان دان كين.
ترامب يُشيد بالشرع
وفي تصريحات لاحقة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" إنه "تشرف بقضاء بعض الوقت مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع"، مشيراً إلى أن المحادثات شملت "جميع تعقيدات السلام في الشرق الأوسط"، واصفاً الشرع بأنه "من أشد دعاة السلام".
وأضاف ترامب: "الجميع يتحدث عن المعجزة الكبرى التي تحدث في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن "استقرار سوريا ونجاحها أمر بالغ الأهمية لجميع دول المنطقة".
وخلال لقائه الصحفيين في المكتب البيضاوي، قال ترامب إن الشرع "قائد قوي للغاية، قادم من بيئة صعبة جداً، وهو رجل حازم ومعجب به"، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستبذل كل جهد ممكن من أجل "إنجاح سوريا واستقرارها".
مغادرة لافتة ومؤشرات رمزية
عقب اللقاء، غادر الشرع البيت الأبيض في مشهد رمزي لافت، إذ ترجّل من سيارته لردّ التحية لمجموعة من أنصاره الذين تجمعوا أمام المبنى الرئاسي، محاطاً بحراسه الشخصيين، ونشرت الرئاسة السورية عبر منصة "إكس" أن المحادثات تناولت "العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
بيان الخارجية السورية: بحث شامل في الملفات الثنائية والإقليمية
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان رسمي أن اللقاء بين الرئيسين جاء بعد تحضيرات دبلوماسية مكثفة استمرت لأشهر، وأن الجانبين ناقشا "العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأميركي ماركو روبيو إلى جانب عدد من كبار المسؤولين من البلدين.
وقال الشيباني عبر منصة "إكس" إن الاجتماع كان "بنّاءً ومثمراً، وتم خلاله بحث الملف السوري بجميع جوانبه"، مشدداً على "دعم وحدة سوريا وإعادة إعمارها وإزالة العقبات أمام نهضتها المستقبلية"، مضيفاً: "الشعب السوري يستحق دائماً مستقبلاً أفضل".
الشرع لفوكس نيوز: مرحلة جديدة من الانفتاح السوري
وفي مقابلة خاصة مع قناة فوكس نيوز الأميركية، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن زيارته إلى واشنطن "تُدخل سوريا مرحلة جديدة من العلاقات الدولية بعد أكثر من ستين عاماً من القطيعة والعزلة"، مضيفا "لقد خضنا معارك طويلة ضد تنظيم داعش، وخسرنا الكثير من الرجال في تلك الحرب، ومن الضروري أن يكون للولايات المتحدة تواصل مباشر معنا اليوم، لأن الحوار والتفاوض حول ملف داعش والأمن الإقليمي أمران حيويان".
وأوضح الشرع أن اللقاء مع ترامب تناول رفع العقوبات وتخفيف القيود الاقتصادية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى وجود تفاهمات مبدئية من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بهذا الشأن، مؤكدا "لم نبحث ملفات الماضي، بل ركزنا على الحاضر والمستقبل وفرص الاستثمار، خصوصاً في مجالات الطاقة واكتشاف الغاز، فاليوم لم تعد سوريا تُرى كتهديد أمني بل كشريك اقتصادي محتمل".
سوريا واتفاقات أبراهام
وفيما يتعلق باتفاقات أبراهام، قال الشرع إن الوضع السوري "مختلف تماماً عن الدول التي انضمت إليها"، موضحاً أن "إسرائيل ما زالت تحتل أراضي سورية منذ عام 1967، ولهذا لا يمكن الدخول في مفاوضات مباشرة في الوقت الراهن"، لكنه لم يستبعد دوراً أميركياً مستقبلياً في الوساطة.
العدالة الانتقالية وملف المفقودين
وأشار الشرع إلى أن سوريا أنشأت "هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية" لضمان محاسبة جميع من ارتكب جرائم بحق السوريين، بمن فيهم الرئيس السابق بشار الأسد، مؤكداً أن "المصالحة الوطنية لن تكون على حساب العدالة".
وأضاف أن بلاده ما تزال تبحث عن أكثر من 250 ألف مفقود منذ اندلاع النزاع، مشيداً بشجاعة والدة المواطن الأميركي أوستن المفقود في سوريا، التي التقاها شخصياً، متعهداً بتقديم كل المعلومات الممكنة لمعرفة مصير الأميركيين المفقودين.
مساعٍ لإعادة الإعمار وتمويل دولي محتمل
وتسعى سوريا، الخارجة من نزاع مدمّر استمر 13 عاماً، إلى تأمين تمويل لإعادة الإعمار التي قدّرها البنك الدولي بأكثر من 216 مليار دولار.
وكان الشرع عقب وصوله إلى واشنطن، عقد الرئيس اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، لبحث سبل دعم سوريا اقتصادياً، كما التقى ممثلين عن منظمات سورية ودولية بهدف حشد دعم لإعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.





