119 يوماً من الرعب في جنين: تدمير شامل ونزوح الآلاف وسط صمت دولي

في مشهد يتكرر كل يوم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها المكثف على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، في يومها الـ119 من العمليات العسكرية المتواصلة التي حولت المدينة إلى منطقة منكوبة، وسط دمار هائل ونزوح جماعي وصمت دولي مطبق.
ليلة جديدة شهدها الحي الشرقي من المدينة تحت وقع الاقتحامات واعتقال شاب فلسطيني بعد مداهمة منزله، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة التي أصبحت جزءاً من سماء المدينة. القوات الإسرائيلية كثفت وجودها قرب مسجد خالد بن الوليد وديوان السعدي، فيما انتشرت آلياتها العسكرية في الأسواق والشوارع، ومداهمات متفرقة طالت منازل في حي الجابريات القريب من المخيم.
أما داخل مخيم جنين، فالوضع أكثر مأساوية. المخيم الذي أُخلي قسريًا منذ أكثر من أربعة أشهر، ما يزال يتعرض لإطلاق النار الحي، في وقت تشير فيه بلدية جنين إلى دمار طال نحو 600 منزل بشكل كامل، فيما أُصيبت مئات المنازل الأخرى بأضرار جسيمة جعلتها غير صالحة للسكن. وتشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 22 ألف فلسطيني من المدينة والمخيم، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية والمعيشية.
العدوان لم يقتصر على جنين. بلدة يعبد جنوب المدينة تعرضت هي الأخرى لاقتحام عسكري، رافقه انتشار وحدات مشاة في شوارعها، فيما تستمر الاقتحامات اليومية للقرى المحيطة، في مشهد يومي من التصعيد والعقاب الجماعي.
شلل اقتصادي وضرب للبنية التحتية
اقتصاديًا، تعيش جنين حالة انهيار شبه كامل. أحياء غربية بأكملها تحوّلت إلى مناطق أشباح بفعل القصف والإغلاق. المحال التجارية مدمّرة، البنية التحتية منهارة، وحركة السوق متوقفة، ما تسبب بخسائر فادحة للقطاع التجاري وسكان المدينة الذين يواجهون الآن أزمة مزدوجة: الاحتلال والضياع الاقتصادي.
الضفة تحترق: اعتقالات وهدم وتخريب
في مناطق أخرى من الضفة الغربية، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية بشكل ممنهج. مستوطنون هاجموا مجددًا خربة "اقواويس" في مسافر يطا جنوب الخليل، ودمّروا مولدات طاقة، في اعتداء هو الثاني خلال أسبوع فقط، بعد استهداف سابق لموقع "شعب البطم".
وفي العيسوية شمال شرق القدس، هدمت القوات الإسرائيلية حظيرتي ماشية وغرفة زراعية تعود للمواطن زياد مصطفى، بعد أن فرضت طوقًا عسكريًا على المنطقة ومنعت السكان من الاقتراب.
حملة اعتقالات واسعة طالت الخليل وبيت لحم. من بين المعتقلين عبد الصامد أبو رموز، وشاكر الطردة، ومحمد الطردة. كما اعتقلت القوات الشاب معاذ سامي شواورة (30 عامًا) من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، بعد أن أوقف على حاجز عسكري.
الأشد قسوة كان ما تعرّضت له عائلة الأسير عبد الكريم أبو رموز، إذ تم اقتحام منزلهم واحتجاز والدته والاعتداء على نجلها أسامة، في مشهد يجسد حجم القمع الذي يعانيه الفلسطينيون حتى في منازلهم.