بالتزامن مع حرب الإبادة على غزة.. 1048 شهيد في الضفة الغربية وأكثر من 20 ألف معتقل

منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية والانتهاكات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مستغلة انشغال المجتمع الدولي بجرائم الإبادة في غزة لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية، فما الذي حدث خلال عامين؟

حصيلة ثقيلة من القتلى والمعتقلين في الضفة الغربية

خلال العامين الماضيين، ارتفعت وتيرة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي شملت عمليات قتل واعتقال واسعة، إلى جانب تدمير ممنهج للبنية التحتية في المدن والمخيمات الفلسطينية، ومحاولات لفرض السيطرة، واعتداءات متكررة من قبل المستوطنين.

ووفق بيانات رسمية، قتلت إسرائيل 1048 فلسطينياً في الضفة الغربية، وأصابت 10.326 آخرين، واعتقلت 11.100 شخص منذ بدء العدوان على غزة.

آلاف الاعتداءات من الجيش والمستوطنين

نفّذ الجيش الإسرائيلي والمستوطنون 38.359 اعتداءً على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، منها 7.154 اعتداءً نفذها مستوطنون، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، وأسفرت اعتداءات المستوطنين عن مقتل 33 فلسطينياً خلال عامين.

مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات

استغلت إسرائيل ظروف الحرب في غزة لإعادة تشكيل الجغرافيا الفلسطينية عبر سياسات استعمارية تمييزية، وفرض بيئة طاردة في التجمعات البدوية، وتنفيذ عقوبات جماعية بحق السكان.

ووفق إحصائيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، صادرت إسرائيل 55 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية، منها 20 ألف دونم تحت ذريعة تعديل حدود المحميات الطبيعية، و26 ألف دونم عبر 14 إعلاناً باعتبارها "أراضي دولة"، إضافة إلى 1.756 دونماً عبر 108 أوامر عسكرية لإقامة أبراج مراقبة وطرق أمنية ومناطق عازلة حول المستوطنات.

تهجير وتدمير ممنهج للتجمعات البدوية

أشعل المستوطنون 767 حريقاً، وهجّروا 33 تجمعاً بدوياً يضم 455 عائلة (2853 فرداً)، وألحقوا أضراراً بـ 48.728 شجرة، كما أقاموا 114 بؤرة استيطانية جديدة، وارتفع عدد الحواجز العسكرية والدائمة إلى 916 منها 243 بوابة حديدية أُنشئت بعد 7 أكتوبر.

هدم واسع للمنازل والمنشآت

منذ بدء العدوان، نفذت سلطات الاحتلال عمليات هدم طالت 3.679 منشأة، منها 1.288 منزلاً مأهولاً، و244 منزلاً غير مأهول، و962 منشأة زراعية وتجارية.

اعتقالات غير مسبوقة

ووفق توثيقات لنادي الأسير الفلسطيني، بلغ عدد المعتقلين منذ أكتوبر 2023 أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1.600 طفل، و595 سيدة، بعضهن من أراضي 48، إضافة إلى نساء من غزة اعتُقلن أثناء وجودهن في الضفة، إضافة إلى شملت اعتقال 202 صحفياً، و360 طبيباً، وترافقت مع اقتحامات عنيفة، واعتداءات على المعتقلين وعائلاتهم، وتحقيقات ميدانية، وتخريب للمنازل.

شهداء في الأسر

وسجل النادي استشهاد 77 أسيراً داخل السجون الإسرائيلية، ويبلغ عدد الأسرى حالياً أكثر من 11.100، بينهم 3.544 معتقلاً إدارياً، و400 طفل، و53 أسيرة، منهن طفلتان.

مشاريع استيطانية لفصل الضفة عن القدس

شرعت إسرائيل خلال العامين الماضيين في توسيع مشاريعها الاستيطانية لفصل الضفة الغربية عن القدس الشرقية، ضمن مخطط "E"، الذي يشمل بناء 3.401 وحدة استيطانية قرب مستوطنة "معاليه أدوميم"، و3.515 وحدة إضافية في المنطقة المجاورة.

كما صادق الكنيست الإسرائيلي، في يوليو الماضي، على إعلان يدعم ضم الضفة الغربية، وسط دعوات من وزراء "الليكود"، ورئيس الكنيست أمير أوحانا لتنفيذ الضم بشكل فوري.

عدوان متواصل على المخيمات

منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي عدواناً عسكرياً على شمال الضفة، بدأ بمدينة جنين ومخيمها، ثم امتد إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، ما أدى إلى تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفق مركز الاتصال الحكومي الفلسطيني.

وتعرض مخيم جنين لتدمير واسع، حيث شُقت الشوارع على حساب المنازل، ومنع النازحون من العودة، وأسفر العدوان عن مقتل 58 فلسطينياً، ونزوح 25 ألفاً، واعتقال 250 شخصاً، وهدم أكثر من 650 بناية تضم مئات الوحدات السكنية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية وتغيير معالم المخيم.