عودة "داعش"؟ بعد سقوط الأسد، التهديد يعود مجددًا

في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، بدأ المحللون السياسيون ومسؤولو الأمن في الشرق الأوسط والغرب بدق ناقوس الخطر من احتمال عودة تنظيم "داعش" إلى الواجهة، مستغلًا الفوضى في سوريا والفراغ الأمني.
ورغم أن التنظيم لم يعد يمتلك القوة التي مكنته من السيطرة على مساحات واسعة قبل سنوات، إلا أن تحركاته الأخيرة أثارت القلق، خاصة مع تقارير تتحدث عن إعادة تفعيل خلايا نائمة، وتوزيع أسلحة، وتصعيد في أنشطة التجنيد والدعاية الرقمية.
الأمن ينجح في إحباط هجمات خطيرة
ورغم نشاط التنظيم، إلا أن الجهود الأمنية أثبتت فعاليتها هذا العام. مثال حي على ذلك:
- في ديسمبر، تم القبض على وسيطين تابعين لداعش كانا يحملان تعليمات شفوية من قادة التنظيم قرب الرقة إلى خلاياه في العراق.
- بعد 11 يومًا، تم تعقب انتحاري في بلدة داقوق العراقية عبر هاتفه المحمول، وكان يخطط لتفجير نفسه داخل مطعم مزدحم. تم قتله قبل أن ينفّذ العملية.
"عناصر داعش بدأوا بالحركة مجددًا بعد سنوات من التراجع، مستغلين الفوضى في سوريا"، يقول العقيد عبد الأمير البياتي من الجيش العراقي.
تحرك رسمي... ومراقبة مشددة
الحكومات في المنطقة بدأت باتخاذ خطوات حازمة للحد من أي تصعيد:
- وزير الدفاع السوري محفوظ أبو قصرا أعلن عن "تعزيز قدرات الاستخبارات لرصد وملاحقة أي تهديد ناشئ".
- المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي صرّح بأن الشرطة والجيش ينفذان "عمليات استباقية يومية" لملاحقة فلول التنظيم.
- التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نفذ عددًا من الغارات الجوية ضد مخابئ وأسلحة محتملة لعناصر التنظيم بعد سقوط الأسد.
هذه الإجراءات جاءت بعد مؤشرات واضحة على أن التنظيم يعيد بناء شبكاته، خصوصًا في المناطق التي كانت سابقًا معاقل له.
أرقام تكشف التراجع... ولكن الحذر واجب
رغم هذه التحركات، فإن عدد الهجمات التي أعلن داعش مسؤوليته عنها شهد تراجعًا كبيرًا:
- في سوريا: التنظيم أعلن مسؤوليته عن 38 هجومًا فقط خلال أول 5 أشهر من 2025، مقارنة بأكثر من 270 في العام الماضي.
- في العراق: فقط 4 هجمات تم تبنيها في نفس الفترة، مقابل 61 هجومًا في عام 2024.
ماذا يعني ذلك؟ التنظيم يواجه صعوبات في التنظيم، التمويل، والتحرك. لكنه لم يُهزم بالكامل – واليقظة تبقى ضرورية.
من يُراقب ماذا؟ وماذا بعد؟
- الولايات المتحدة تعتبر أن فلول التنظيم "ضعيفة وغير قادرة على السيطرة على أراضٍ".
- التحالف واصل عمليات الرصد والضربات الدقيقة بالتعاون مع شركائه المحليين.
- لكن دبلوماسيين ومحللين حذروا من أن الفوضى في سوريا تُشكل بيئة خصبة لأي تنظيم متطرف يحاول العودة.
مصدر غربي قال لرويترز: "الخطر ليس في العدد، بل في القدرة على خلق فوضى تستقطب من تبقى من المقاتلين".
خلاصة: هل يعود داعش حقًا؟
عودة "داعش" ليست مؤكدة بعد، لكن المحاولات جارية. ما يحدث الآن هو معركة بين يقظة الأمن وتكتيكات التنظيم المتغيرة.
على الجميع، من المواطنين إلى الحكومات، أن يظلوا على وعي بهذا التهديد. فـ"داعش" لا يحتاج السيطرة على مدن ليكون خطيرًا – أحيانًا، مجرد تفجير واحد يغير المعادلة.
هل تعتقد أن التنظيم لا يزال قادرًا على العودة؟ وهل الإجراءات الأمنية الحالية كافية؟