الذكاء الاصطناعي يُغيّر قواعد التوظيف... وKlarna تطلق نموذج "أوبر الوظائف"
بينما الذكاء الاصطناعي يستولي على آلاف الوظائف في قطاع التكنولوجيا، تظهر شركات مثل Klarna نموذجًا جديدًا يجمع بين مرونة العمل البشري وكفاءة الآلة، عبر وظائف حرة تشبه أوبر – لكن لخدمة العملاء.
في وقت يزداد فيه القلق بشأن مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي، أطلقت شركة Klarna، أحد أبرز عمالقة التكنولوجيا المالية في أوروبا، تجربة توظيف جديدة قد تعيد رسم ملامح سوق العمل الرقمي. الفكرة؟ وظيفة حرة (freelance) بأسلوب يشبه منصات أوبر، ولكن في قطاع دعم العملاء.
نهاية عصر الوظائف التقليدية؟
Klarna، الشركة السويدية الشهيرة ببرنامجها "اشترِ الآن وادفع لاحقًا"، كانت دائمًا في دائرة الجدل – سواء بسبب طبيعة خدماتها التي تشجّع الشباب على الاستدانة، أو بسبب قراراتها الجريئة في اعتماد الذكاء الاصطناعي بدلًا من البشر.
في مايو 2024، أعلنت الشركة عن استغنائها عن عدد كبير من موظفي خدمة العملاء، واعتمادها على مساعد ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي. النتائج؟ وفورات ضخمة وتوسّع سريع، لكن الثمن كان آلاف الوظائف التي تبخرت.
بحسب بيانها الصحفي في 19 مايو، فإن مساعد Klarna الذكي يغطي حاليًا ما يعادل 800 وظيفة بدوام كامل – رقم يرتفع أسبوعيًا.
لكن المفاجأة جاءت هذا الشهر: Klarna لم تتخلَّ تمامًا عن البشر. بل عادت لتقول إنها تطلق نموذجًا تجريبيًا لوظائف بشرية مرنة تُكمّل الذكاء الاصطناعي، وليست بديلة عنه.
ما هو هذا النموذج الجديد؟
تخيل أنك تقدم خدمة عملاء من منزلك، وقتما تشاء، وتُدفع لك الأجرة بالساعة – تمامًا كأنك سائق أوبر، لكن بدلًا من القيادة، تقوم بمساعدة العملاء عبر الشات أو المكالمات.
هذا ما تُجربه Klarna حاليًا عبر نظام أطلقت عليه اسم "Freelance Customer Consultant"، وهي وظيفة حرة مخصصة للطلاب، والعاملين في المناطق الريفية، والباحثين عن دخل إضافي.
الراتب؟ 400 كرونة سويدية في الساعة – أي حوالي 41 دولارًا.
طبيعة العمل؟ من المنزل، باستخدام منصة الشركة، وأنت من يحدد جدول عملك.
الرئيس التنفيذي للشركة، سيباستيان سيمياتكوفسكي، قال في تصريح لموقع Bloomberg:
"من المهم أن يعرف العملاء أن بإمكانهم دائمًا التحدث مع إنسان، وليس فقط روبوت."
ذكاء اصطناعي + إنسان = مستقبل العمل؟
Klarna ليست وحدها في هذا التحوّل. شركات تكنولوجيا كبرى – مثل Dropbox – استغنت عن مئات الموظفين لتوظيف مهندسين ومطوري ذكاء اصطناعي.
لكن النموذج الجديد الذي تقدمه Klarna لا يقوم على الاستغناء التام عن الإنسان، بل على دمج الذكاء الاصطناعي بالبشر في هيكل مرن يشبه gig economy (اقتصاد المهام)، كما في Uber وDoorDash.
الشركة تقول إن هذا النظام ليس تراجعًا عن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بل خطوة لتقديم تجربة أفضل، مرنة، وإنسانية.
ماذا يعني هذا لجيل زد؟
جيل زد الذي نشأ في عالم رقمي، يواجه تحديًا مزدوجًا:
- منافسة شرسة من الذكاء الاصطناعي في السوق.
- تحوّل الوظائف التقليدية إلى مهام مؤقتة وفريلانسرية.
لكن في الوقت نفسه، يفتح هذا النموذج الجديد فرصة لمن يبحثون عن دخل إضافي، مرونة، أو تجربة عمل أولى.
هل ستكون موظف دعم عملاء في المستقبل... دون الحاجة إلى مكتب؟
ردود الفعل:
- بعض الخبراء وصفوا التجربة بأنها "ثورة في نماذج العمل"، ستنتقل من القطاع المالي إلى قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية.
- آخرون حذروا من "تطييف" الوظائف وتقليل الأمان الوظيفي – لأنك تعمل كمتعاون وليس موظفًا رسميًا.
- الطلاب عبّروا عن اهتمامهم بالنموذج، كونه يوفر مصدر دخل مرنًا دون التأثير على دراستهم.
