اشتباك ناري بين تاكر كارلسون وتيد كروز حول إسرائيل وإيران وأوكرانيا

واشنطن – الحدث+
في لقاء سياسي نادر جمع بين الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون والسيناتور الجمهوري تيد كروز، تحوّلت المقابلة التي امتدت لساعتين إلى ساحة صراع سياسي ولفظي، تناولت ملفات شائكة من بينها دعم إسرائيل، الموقف من إيران، وعلاقة واشنطن بالحرب في أوكرانيا.
تاكر كارلسون يفتح النار على “أيباك”
من اللحظات الأولى، هاجم كارلسون دعم كروز الشديد لإسرائيل، منتقدًا التمويل الأميركي المتدفق عبر اللوبي المؤيد لإسرائيل "أيباك". وقال: "أيباك ليست سوى جماعة ضغط أجنبية تدفع بواشنطن نحو حروب لا تنتهي".
في المقابل، رد كروز بحزم قائلًا إنه جاء إلى الكونغرس للدفاع عن إسرائيل من "الخطر الإيراني"، مضيفًا أن الدعم الذي يتلقاه من "أيباك" مشروع ولا يخجل منه.
إيران وترامب تشعلان المواجهة
عندما اتهم كروز إيران بمحاولة استهداف الرئيس السابق دونالد ترامب، قابل كارلسون هذه المزاعم بسخرية، قائلاً: "هل هبطنا فعلًا على القمر؟".
تبادل الاتهامات تصاعد، حيث اتهم كروز كارلسون بإنكار التهديدات الأمنية، بينما ردّ الأخير بأنه يرفض "الابتزاز العاطفي باسم معاداة السامية"، مؤكداً أن موقفه ينبع من قلقه على مستقبل أميركا.
خلاف حول دعم أوكرانيا
الهجوم لم يتوقف عند إيران، بل وصل إلى أوكرانيا، حيث انتقد كارلسون دعم كروز للحرب هناك، معتبرًا إياه تكرارًا لأخطاء السياسة الخارجية الأميركية. طالب كارلسون كروز بالاعتذار، لكن السيناتور رد بغضب: "عدد الأكاذيب في جملتك مذهل".
رفض كروز الاعتذار وأصر على موقفه، مضيفًا أن دعم أوكرانيا لا يتعارض مع المصالح الأميركية.
صدام جديد بعد المقابلة
بعد بث المقابلة، هاجم كروز كارلسون على وسائل التواصل الاجتماعي، متهماً إياه بـ"التحريف المتعمد"، خصوصًا بعد نشر تاكر مقطعًا مقتضبًا حول تعداد سكان إيران.
كتب كروز: "الحقائق لا تهتم بمشاعرك يا تاكر"، ودعا الجمهور إلى مشاهدة اللقاء كاملًا لفهم الصورة بشكل أوضح.
في حلقة بودكاسته “الحكم”، تابع كروز الهجوم: "في السياسة الخارجية، تاكر خرج عن السيطرة. الأميركيون لا يريدون إعلاميًا يشكك في كل شيء، بل رئيسًا يحمي بلادهم".
المواجهة بين كارلسون وكروز تعكس انقسامًا متزايدًا في التيار المحافظ الأميركي حول دور واشنطن في العالم، وحدود دعم الحلفاء، ومخاطر التورط في حروب خارجية. لكنها أيضًا تشير إلى صعود أصوات جديدة تتحدى المسلمات السياسية في واشنطن، وتعيد رسم خريطة الولاءات والتحالفات.