أميركا تسحب قواتها من قطر والبحرين خوفًا من هجوم إيراني… هل تقترب من دخول الحرب؟

الحدث+ | واشنطن
في خطوة تعكس تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، قامت الولايات المتحدة بنقل طائرات وسفن عسكرية من قواعدها في قطر والبحرين تحسبًا لهجوم إيراني محتمل، وفق ما كشفه مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز يوم الأربعاء.
التحرك الأميركي جاء في توقيت حرج، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في طهران لليوم السادس على التوالي، وسط صمت دولي وقلق شعبي متزايد في المنطقة.
المصادر الأميركية – التي فضّلت عدم كشف هويتها – أكدت أن هذه الخطوة تهدف لحماية القوات الأميركية المتمركزة في الخليج، خاصة في قواعد يُحتمل أن تتعرض لهجوم مباشر في حال توسع دائرة الحرب.
نقل استباقي من “العديد” والبحرين
أوضح أحد المسؤولين أن الجيش الأميركي نقل سفنًا تابعة للبحرية من ميناء في البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس، بالإضافة إلى طائرات من قاعدة "العديد" الجوية في قطر لم تكن في ملاجئ محصنة. وأضاف:
"هذه ليست خطوة غير معتادة… لكن في ظل الظروف الحالية، حماية الجنود الأميركيين تتصدر الأولوية."
وتأتي هذه التحركات بعد أيام من تقارير عن إرسال أميركا طائرات تزويد بالوقود إلى أوروبا، وزيادة الوجود العسكري في الشرق الأوسط، بما يشمل إرسال مقاتلات إضافية وحاملة طائرات من منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ترامب: بين الدعم والضبابية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يُبقي الجميع في حالة ترقب، متعمدًا عدم الإفصاح عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم فعليًا إلى إسرائيل في هجومها على المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية.
وفي ظل هذه الضبابية، بدأ آلاف السكان في طهران مغادرة منازلهم خوفًا من تصاعد القصف، بينما تواصل إسرائيل غاراتها لليوم السادس بزعم اقتراب إيران من إنتاج سلاح نووي – وهو ما تنفيه طهران بشدة.
إيران تُهدد برد قاسٍ
في موقف أكثر حدة، حذرت إيران من أنها سترد "بكل قوة" على أي تدخل أميركي مباشر. وأكد سفيرها في الأمم المتحدة بجنيف أن بلاده أبلغت واشنطن بذلك رسميًا.
"إذا دخلت أميركا الحرب بشكل مباشر، فستكون هناك عواقب كبيرة." – هذا هو التحذير الإيراني الواضح الذي يعكس مدى خطورة المرحلة.
هل تدخل أميركا الحرب؟
لا شيء مؤكد حتى الآن. لكن المؤشرات – من إعادة الانتشار العسكري، إلى تصريحات ترامب الغامضة، وتهديدات طهران الصريحة – تفتح الباب على سيناريوهات خطيرة، أولها انزلاق واشنطن إلى حرب إقليمية شاملة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول الدعوة إلى ضبط النفس، يبدو أن المنطقة تتجه نحو تصعيد لا يمكن التنبؤ بنتائجه، فيما تترقب العواصم العربية ما ستؤول إليه الأمور.