إسرائيليون: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فرصة لخروج إسرائيل من عزلة دبلوماسية

ملخص :
أنعش وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة، ومصر، وقطر وتركيا، آمال إسرائيل في تحسين صورتها على الساحة الدولية بعد أشهر من العزلة الدبلوماسية الناتجة عن الصراع المستمر منذ عامين، وفقاً لوكالة "رويترز، ويأمل مسؤولون إسرائيليون في أن يسهم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق في استعادة بعض التعاطف والشرعية التي فقدتها الدولة خلال الحرب.
تداعيات الصراع على الرأي العام الغربي
- تغير موقف الرأي العام في الغرب بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر 2023، الذي أسفر، فتصاعدت موجات الغضب على خلفية الكلفة الإنسانية للحملة الإسرائيلية.
- اعتراف عدة دول غربية بدولة فلسطينية رغم المعارضة الإسرائيلية والأميركية.
- أظهرت استطلاعات الرأي الدولية انحسار الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية، حتى بين أقوى حلفائها مثل الولايات المتحدة.
- 13 خبيراً ومسؤولاً إسرائيلياً حالياً وسابقاً أقروا بأن الخسائر الإنسانية ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة إسرائيل على المستوى الدولي
الحاجة إلى خطوات سياسية واضحة
وفي تقرير رويترز، أكد بيتر ليرنر، المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن تحسين صورة إسرائيل يتطلب إجراءات سياسية من حكومة نتنياهو، وليس مجرد تصريحات، داعيا إلى التزام واضح بالسلام، وحماية أرواح الأبرياء، واحترام القانون الدولي، والاستثمار الجاد في الشراكات الإقليمية والإنسانية.
آثار الحرب على الداخل الإسرائيلي
وكشف استطلاع رأي أجراه "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب عن أن أكثر من 66% من الإسرائيليين يخشون من تعرض بلادهم لعزلة دولية، مقارنة مع 55% في يوليو 2024.
وأكد مسؤولون إسرائيليون سابقون أن إخفاق الحكومة في التواصل الدبلوماسي مع الغرب فاقم من عزلة إسرائيل، مشيرين إلى نقص الموارد وضعف التنسيق بين الإدارات الحكومية، ما أثر على قدرة إسرائيل على إدارة رسائلها الإعلامية والدبلوماسية خلال الحرب.
التحديات أمام الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار
حتى مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب انتهاء الكابوس الطويل الذي عاشه الفلسطينيون، يظل اتفاق وقف إطلاق النار هشاً، إذ فتحت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين قالوا إنهم اقتربوا من مواقع الجيش. وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق إنشاء "مجلس سلام" للإشراف على التنفيذ، ونزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية لإدارة غزة.
ودعت بنينا شارفيت باروخ من "معهد دراسات الأمن القومي" إلى البناء على خطة ترامب لتعزيز الشراكات الإقليمية، والاستقرار في غزة، وإعادة التواصل مع الدول العربية المعتدلة، قائلة "مثل هذا المسار لن يعزز أمن المنطقة فحسب، بل سيساعد إسرائيل أيضاً على إعادة بناء مكانتها ومصداقيتها الدولية".
التساؤلات حول قدرة الحكومة الإسرائيلية الحالية
وتساءل خبراء عن قدرة الحكومة اليمينية الحالية، المدعومة من أحزاب دينية قومية متطرفة، على بناء جسور مع الدول المجاورة والقيادة الفلسطينية، واعتبر السفير السابق، إيمانويل نحشون، أن غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ كان تجنباً لمناقشة حل الدولتين، وأن أول خطوة لتحسين سمعة إسرائيل تتمثل في انتخابات واختيار حكومة جديدة تتبنى مساراً مختلفاً يأخذ الدروس المستفادة من الحرب بعين الاعتبار.