استراتيجية ترامب تشعل غضبًا أوروبيًا وتهدد مستقبل العلاقات المشتركة

ملخص :
استراتيجية ترامب الجديدة: الردع وحماية المصالح أولاً
في 4 ديسمبر 2025، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجية الأمن القومي الجديدة، وهي وثيقة مؤلفة من 33 صفحة تعيد تأكيد مبدأ "أميركا أولاً" كأساس للسياسة الخارجية، ووصفت الإدارة هذه الاستراتيجية بأنها خارطة طريق لضمان استمرار تفوق الولايات المتحدة عالميًا، متضمنة انتقادات حادة للإدارات السابقة التي اتهمتها بإهدار الموارد في حروب خارجية طويلة، مقابل التركيز على حماية الحدود وتعزيز القوة الاقتصادية وتبنّي سياسة عسكرية أكثر انتقائية قائمة على الردع.
ما هو سبب توتر العلاقات بين ترامب والاتحاد الأوروبي
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات حادة للسياسات الأوروبية، خاصة في مجالات الهجرة والتعددية الثقافية، حيث وصفها بأنها تهدد الهوية الأوروبية التقليدية، وهذا التوجه أثار غضب العواصم الأوروبية، التي اعتبرت هذه التصريحات تدخلاً غير مقبول في شؤونها الداخلية.
حيث ركز ترامب على أن أوروبا تعيش أزمة هوية، وأن سياساتها الأمنية والحدودية ضعيفة، ما يجعلها عرضة للاضطرابات، ورد الاتحاد الأوروبي بأن التعددية والهجرة المنظمة تمثلان جزءًا من القيم الأساسية للاتحاد، وليستا مصدر ضعف كما أشار الرئيس الأميركي.
وأثارت دعوة الوثيقة الأميركية إلى "تنمية مقاومة داخل أوروبا" جدلًا واسعًا، حيث فسّرها الأوروبيون على أنها تشجيع غير مباشر للأحزاب الشعبوية اليمينية المعارضة للاتحاد الأوروبي، ما اعتُبر تصعيدًا سياسيًا يمس سيادة الدول الأوروبية.
توترات تجارية وأعباء دفاعية تزيد الخلاف بين واشنطن والاتحاد الأوروبي
تزامن الخلاف السياسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع توترات اقتصادية وتجارية متزايدة، شملت فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على الصلب والألومنيوم والسيارات الأوروبية بذريعة حماية الأمن القومي، وهو ما اعتبرته بروكسل إجراءً غير مبرر وتهديدًا للتجارة الحرة، كما تطرقت الوثيقة الاستراتيجية لتهديدات محتملة بعقوبات اقتصادية إضافية في حال ما اعتبرته الولايات المتحدة عدم تقاسم الأعباء العسكرية أو عدم الالتزام بالمعايير التجارية.
تعكس التوترات بين ترامب والاتحاد الأوروبي تحديًا جديدًا للتحالف الأطلسي، حيث تتقاطع المصالح الأميركية مع سياسات داخلية أوروبية متباينة، وبينما تسعى الولايات المتحدة لتركيز سياستها على أولوياتها الخاصة، تواجه أوروبا ضرورة تعزيز وحدتها واستقلالها الاستراتيجي لضمان قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية العالمية، والحفاظ على موقعها المؤثر في النظام الدولي.





