جردة حساب.. مجلة أميركية تُصنف الفائزين والخاسرين خلال السنة الأولى من ولاية ترامب

ملخص :
مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعادت الإدارة الجديدة ترتيب موازين القوة السياسية في واشنطن، وفق تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأميركية، الذي سلط الضوء على أبرز الشخصيات التي استفادت من عودة ترامب وأخرى تراجعت مكانتها، وصنّف التقرير هذه الشخصيات ضمن قائمتين: الفائزون والخاسرون، متتبعا تأثيرهم على السياسة الداخلية والخارجية والإعلامية.
الفائزون
- جيه دي فانس: النجم الصاعد في الإدارة
تصدر نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، قائمة الفائزين، إذ تحول خلال عام واحد من عضو حديث في مجلس الشيوخ إلى شخصية محورية في إدارة ترامب، ووصفت "نيوزويك" فانس بأنه "سكين سويسري سياسي"، يؤدي أدوارا متعددة من الدفاع عن الرئيس إعلامياً إلى التأثير في السياسات الداخلية والخارجية، مما جعله مرشحاً بارزاً لقيادة الحزب الجمهوري بعد مرحلة ترامب.
- ماركو روبيو: العودة السياسية القوية
حقق وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عودة لافتة، بعد أن كان يُعرف بلقب "ماركو الصغير" لدى ترامب، وأصبح روبيو أحد أكثر مستشاري الرئيس قرباً، ويشغل منصب مستشار مؤقت للأمن القومي، ما جعله الواجهة الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية، لا سيما في مواجهة النفوذ الصيني في أميركا اللاتينية، مما عزز مكانته داخل الإدارة وخارجها.
- ستيفن ميلر: مهندس السياسات الداخلية
نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض للشؤون السياسية، ستيفن ميلر، كان الأكثر تأثيراً بعد ترامب نفسه في السياسات الداخلية، حيث أشرف على ملف الهجرة، ووسع سلطات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وبلغ نفوذه ذروته مع نشر القوات الفدرالية في لوس أنجلوس خلال احتجاجات الهجرة، وهو ما اعتبره المراقبون تجسيداً لقوة ميلر السياسية.
- سوزي وايلز: الركيزة التنظيمية للإدارة
سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، اعتبرت القوة التنظيمية الهادئة التي ضمنت استقرار الإدارة ومنعت تفككها الداخلي، وصفتها المجلة بأنها "الركيزة التشغيلية للإدارة"، إذ فرضت الانضباط وأدارت الأجنحة المتنافسة، وضمنت دمج أجندة ترامب السياسية ضمن مبادرات حكومية متماسكة.
- كارولين ليفيت: صوت البيت الأبيض الشاب
في المشهد الإعلامي، برزت كارولين ليفيت، أصغر متحدثة باسم البيت الأبيض في التاريخ الأميركي، التي حولت لقاءاتها الإعلامية إلى منصة مواجهة يومية بأسلوب صدامي راقٍ لقاعدة ترامب، تعكس ردودها العدائية والساخرة على الإعلام فلسفة الإدارة في التواصل: "لا تتراجع أبداً، ورد بالهجوم دائماً".
فائزون ديمقراطيون
رصد التقرير أيضاً بعض النجاحات في صفوف الديمقراطيين، أبرزها:
- غافن نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، كأبرز الأصوات المعارضة لترامب.
- ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، التي عززت مكانتها داخل الحزب، مطالبة بقيادة ديمقراطية أكثر شراسة.
- زهران ممداني، الذي فاز برئاسة بلدية نيويورك، مقدماً نموذجاً انتخابياً يركز على كلفة المعيشة، ويُنظر إليه كخريطة طريق محتملة لمستقبل الحزب.
الخاسرون
- إيلون ماسك: تحوّل من الحليف إلى عبء
بدأ الملياردير إيلون ماسك عام 2025 كأحد أكثر الشخصيات نفوذاً في واشنطن، وسلاحاً انتخابياً مهماً في حملة ترامب الثانية، لكن بنهاية العام، فقد دوره في وزارة الكفاءة الحكومية، وقلصت صلاحياته، ليصبح أحد أقل الشخصيات شعبية وتأثيراً في البلاد.
- كاش باتيل: قيادة مثيرة للجدل
واجه مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كاش باتيل، انتقادات واسعة بسبب أسلوبه القيادي الفوضوي وقراراته المتسرعة، ما عكس قلة خبرته، وفق ما نقلت المجلة عن مصدر داخلي لموقع فوكس نيوز.
- بام بوندي: مصداقية مضطربة
تضررت مصداقية وزيرة العدل، بام بوندي، بسبب إدارتها لقضية ملفات إبستين، وعدم قدرتها على تنفيذ وعودها للكشف عن معلومات حساسة، ما عرضها لانتقادات إعلامية حتى من جهات يمينية، رغم استمرار دعم ترامب لها.
- بيت هيغسيث ومايك والتز: إخفاقات عسكرية ودبلوماسية
- كان العام الأول لوزير الحرب، بيت هيغسيث، مثقلاً بالجدل والإخفاقات، مع سلسلة فضائح وتسريبات أبرزها قضية "سيغنال غيت"، ما أضعف الثقة بقدراته على إدارة الوزارة.
- تراجع نفوذ مايك والتز، الذي نقل من منصب مستشار الأمن القومي إلى سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ما قلّص حضوره السياسي.
إعادة تعريف قواعد اللعبة السياسية
خلص تقرير نيوزويك إلى أن عام 2025 كشف بوضوح من يملك زمام المبادرة في واشنطن، وأن ترامب لم يكن مجرد رئيس عاد إلى السلطة، بل لاعباً أعاد تعريف قواعد اللعبة، ففاز من اقترب منه، وخسر من عجز عن التكيف مع واقعه السياسي الجديد.





