كل 15 دقيقة شهيد: غزة تنزف تحت القصف الإسرائيلي المتواصل

في مشهد إنساني يتجاوز حدود الألم، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف لمناطق متفرقة في قطاع غزة، وسط تصاعد في عدد الشهداء والمصابين بشكل كارثي. وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن حصيلة الأيام الثلاثة الماضية وحدها بلغت 500 شهيد، ما يعادل سقوط شهيد كل 15 دقيقة، في وقت تحاصر فيه المستشفيات وتُستهدف مناطق تأوي نازحين.
فجر اليوم الاثنين، استهدفت طائرات الاحتلال مناطق في جنوب ووسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وعدد من الجرحى في قصف استهدف منزلاً شمال غرب خان يونس. وفي بلدة عبسان شرقي المدينة، أدى القصف إلى سقوط شهيد وتسعة جرحى، في حين استهدفت خيمة للنازحين في بني سهيلا، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة أربعة آخرين.
المأساة لم تقتصر على الجنوب. في مخيم النصيرات وسط القطاع، سقط ثلاثة شهداء في قصف لمسيرة إسرائيلية على خيمة نازحين، بينما استشهد ثلاثة من عائلة واحدة في قصف جوي على منزل في دير البلح. كما استهدفت مسيرة أخرى خيمة للنازحين في منطقة اليرموك، وأدت إلى استشهاد اثنين وإصابة اثنين آخرين.
كارثة إنسانية في المستشفى الإندونيسي
وفي تطور خطير، حاصرت قوات الاحتلال المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي القطاع، وأطلقت النار عليه بشكل مباشر. جرافات الاحتلال هدمت السور الشمالي للمستشفى، بينما بقي داخله 55 شخصًا بين أطباء ومرضى يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة، ويخشون حتى التنقل بين أقسام المستشفى بسبب القصف العشوائي.
قصف مستمر وخسائر فادحة
المجازر تتواصل أيضًا في مناطق الجنوب، حيث قُصفت خيام نازحين في المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن سقوط عدد جديد من الشهداء والجرحى. وفي غارة سابقة، استشهد ثمانية فلسطينيين أثناء حفر بئر ماء في منطقة الصفطاوي.
وفي حصيلة محدثة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ أكثر من 53,339، فيما تجاوز عدد المصابين 121,034. ووفق الدفاع المدني، لا يزال أكثر من 200 شخص تحت الأنقاض، وتعجز الطواقم عن الوصول إليهم بسبب القصف الكثيف ونقص الإمكانيات.
إسرائيل، التي استأنفت عدوانها على القطاع في 18 مارس/آذار بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل عملياتها وسط تنديد حقوقي ودولي متصاعد، وارتفاع متسارع في أعداد الضحايا، خاصة من الأطفال والنساء.