فجر دموي في خان يونس: 17 شهيداً بغارات إسرائيلية وتوسّع بري وسط تعتيم إلكتروني كامل

في مشهد يتكرر يوميًا منذ أكثر من عام ونصف، استيقظ قطاع غزة، فجر الإثنين، على جولة جديدة من القصف الإسرائيلي العنيف، أسفرت عن استشهاد 17 فلسطينيًا، بينهم ستة من مدينة خان يونس جنوب القطاع، في وقت أعلنت فيه قوات الاحتلال عن بدء اجتياح بري جديد.
بحسب مصادر طبية ومحلية، شنت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية غارات على مناطق متفرقة في خان يونس، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء، وإصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة. القصف تركز حول مجمع ناصر الطبي، الذي استهدف الاحتلال فيه معمل الأدوية الحيوي، مما أدى إلى تعطيله بشكل كامل، وسط مخاوف من كارثة صحية متفاقمة.
في الوقت ذاته، قصفت مدفعية الاحتلال الأحياء الشرقية للمدينة، بينما استهدفت الطائرات منزلين في حي العمور شرق بلدة الفخاري، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، بينهم أطفال.
في واحدة من أكثر الانتهاكات وحشية، اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية منطقتي شارع الكتيبة وشارع 5 في خان يونس، وقامت بإعدام الشاب أحمد سرحان ميدانيًا بإطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر، وفق ما نقلته مصادر محلية.
ولم يقتصر العدوان على الغارات والاجتياحات، بل امتد ليشمل قطعًا تامًا لخدمات الإنترنت والاتصالات عن خان يونس، في محاولة لعزل المدينة عن العالم الخارجي، بالتزامن مع قصف جوي مكثف طال أحياء كاملة، وأوقع دمارًا واسعًا في منازل المدنيين والبنية التحتية.
وأعلنت قوات الاحتلال مساء الأحد عن إطلاق مرحلة جديدة من التوغل البري في عدة مناطق داخل القطاع، في تصعيد وصفه مراقبون بالخطير، ويأتي ضمن سياسة "الأرض المحروقة" التي تنتهجها إسرائيل منذ بدء الحرب.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 174 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، بينما تجاوز عدد النازحين مئات الآلاف، وسط دمار هائل شمل المستشفيات والمدارس والملاجئ والمنازل السكنية.
ووسط هذا التصعيد، تزداد التحذيرات الحقوقية من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، حيث تفقد المؤسسات الطبية والإنسانية قدرتها على العمل، في ظل نقص شديد في الغذاء والماء والوقود والدواء، واستمرار الحصار الخانق.