مستوطنون يقتحمون الأقصى ومحاولة "ذبح قربان" تُشعل الغضب… حماس تدعو للنفير

في مشهد متكرر ومستفز، اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الإثنين باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتزايدة بحق المقدسات الإسلامية في القدس.
بحسب مصادر محلية، اقتحم المستوطنون باحات الأقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات منظمة، وأدوا طقوسًا تلمودية علنية وسط انتشار عسكري واسع لقوات الاحتلال التي فرضت إجراءات مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين.
لكن ما أثار حالة من الغضب الشعبي والسياسي هو ما كشف عنه حراس المسجد، حيث أحبطوا محاولة مستوطنين إدخال خروف مخبأ داخل كيس قماشي عبر باب الغوانمة، في محاولة واضحة لتنفيذ طقس "ذبح القربان" داخل المسجد، وهو ما يُعد انتهاكًا خطيرًا لقدسية المكان.
وأكد حراس الأقصى أن المستوطنين الثلاثة حاولوا التسلل بالخروف مستغلين ازدحام الدخول، لكن يقظة الحراس حالت دون تنفيذ ما وصفوه بـ"جريمة تدنيس" للمسجد.
ردود الفعل لم تتأخر، إذ اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن ما جرى يمثل تصعيدًا خطيرًا ودعت إلى النفير العام والتعبئة الشعبية الواسعة لحماية الأقصى. وقالت الحركة في بيان رسمي إن "محاولة ذبح القربان داخل المسجد تُعد انتهاكًا سافرًا للمقدسات الإسلامية وتستدعي تحركًا عاجلًا على كافة المستويات".
وأضاف البيان أن الاحتلال لا يكتفي بتسهيل اقتحامات المستوطنين بل يسمح لهم بأداء طقوس تلمودية علنية، في محاولة واضحة لفرض واقع تهويدي جديد داخل الأقصى.
ودعت حماس كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى إلى شد الرحال والرباط فيه، مؤكدة أن الدفاع عن الأقصى "ليس خيارًا بل واجب ديني ووطني"، ومشددة على أهمية التصدي لمخططات المستوطنين المدعومة من حكومة الاحتلال التي تعمل على تأجيج الصراع الديني بالمنطقة.
في السياق، تصاعدت دعوات مقدسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في الرباط والدفاع عن المسجد، خصوصًا في ظل ما وصفوه بـ"هجمات استفزازية متعمدة" تهدف إلى تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.
ويشهد المسجد الأقصى منذ سنوات اقتحامات شبه يومية من قبل المستوطنين تحت غطاء أمني مكثف، في سياسة تهدف – بحسب مراقبين – إلى فرض "سيادة إسرائيلية" على الحرم الشريف، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشدة، مؤكدين أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين، ولا سيادة عليه إلا للشعب الفلسطيني.