سموتريتش يبرر إدخال الطعام إلى غزة: "حتى لا نفقد الغطاء الدولي"

في تحول لافت في الخطاب الإسرائيلي تجاه إدخال المساعدات إلى غزة، صرّح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن السماح بدخول كمية محدودة من الطعام والأدوية إلى القطاع هو قرار "مدروس" يهدف للحفاظ على ما أسماه "مظلة الحماية الدولية" لإسرائيل، وليس لأي دوافع إنسانية.
وقال سموتريتش في بيان له صباح اليوم: "لن يتم إدخال شيء لحماس. لا يجوز أن تصل حبة قمح واحدة لها أو للمنظمات المرتبطة بها، ولكن لا يمكننا أن نحصل على شرعية دولية إذا تم تجويع مليوني شخص بشكل كامل". وأضاف: "ما سيدخل في الأيام القريبة هو القليل فقط للمخابز والمطابخ العامة التي تقدم وجبة واحدة يومياً للمواطنين".
ورغم أن الوزير الإسرائيلي سبق وأعلن الشهر الماضي أنه سيستقيل في حال السماح بدخول مساعدات إنسانية مجددًا إلى القطاع، إلا أن بيانه اليوم خلى من أي تلميح للاستقالة. بل على العكس، أشار إلى أن الضغط الذي تم فرضه نتيجة منع دخول المساعدات خلال الشهرين الماضيين "أحدث أثراً كبيراً على حماس"، لكنه شدد على أن هذا الضغط يجب أن يُدار "كي لا ينقلب ضدنا".
سموتريتش، الذي يرأس حزب "الصهيونية الدينية"، برر القرار قائلاً إن الغرض الأساسي منه هو كسب الوقت والدعم السياسي من الدول الغربية في المحافل الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن ومحكمة لاهاي، والتي تواجه فيها إسرائيل انتقادات متزايدة بشأن سياساتها تجاه المدنيين في غزة.
تصعيد عسكري موازٍ
في موازاة التصريحات المتعلقة بالمساعدات، تحدث سموتريتش عن "مرحلة جديدة" في العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "يعمل حالياً بخمس فرق عسكرية داخل غزة، بقوة لم تُشهد منذ بداية الحرب". وأوضح أن المرحلة الحالية لم تعد تقتصر على غارات محددة أو عمليات سريعة، بل تتجه نحو "احتلال وتطهير وبقاء"، على حد وصفه.
وتابع بالقول: "نحن لا نتحدث عن ضربات موضعية، بل عن تدمير لما تبقى من غزة لأنها تحولت إلى مدينة إرهاب واحدة كبيرة، وهذا التغيير سيقود إلى النصر الكامل وتدمير حماس واستعادة المختطفين".
تصريحات سموتريتش تندرج في سياق حملة متواصلة من التصعيد السياسي والعسكري في غزة، حيث تتعرض البنية التحتية والمراكز المدنية للدمار تحت غطاء ما تسميه إسرائيل "تحقيق النصر".