عملية إسرائيلية سرية تتنكر بزي نسائي في خان يونس... وتنتهي بالفشل واستشهاد أحمد سرحان

في واحدة من أكثر العمليات الميدانية جرأة وإثارة في قطاع غزة، كشفت مصادر أمنية وشهود عيان تفاصيل تسلل قوة إسرائيلية خاصة إلى مدينة خان يونس فجر الاثنين، متخفّية في زيّ نساء فلسطينيات نازحات.
بحسب التحقيقات والمعلومات الأمنية التي حصلت عليها الجزيرة نت، فإن قوة مكوّنة من 9 عناصر وصلت على متن حافلة بيضاء إلى منطقة "الكتيبة" وسط خان يونس، متنكرة على هيئة عائلة نازحة. أفراد القوة كانوا يرتدون ملابس نسائية ويحملون أغطية وفُرُش، لكن تبيّن لاحقاً أنها كانت تُستخدم لتمويه قفص حديدي مليء بالأسلحة، وربما معدّ لاختطاف أحد قادة المقاومة.
في تمام السادسة صباحاً، بدأت طائرات الاحتلال شن غارات مكثفة على عدة مواقع في خان يونس، في خطوة واضحة لتوفير غطاء ناري للعملية، بالتزامن مع تحرك القوة السرية. لكن الخطة لم تسر كما كان مخططًا لها.
الهدف الرئيسي للعملية كان القيادي أحمد سرحان، مسؤول "العمل الخاص" في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية. سرحان، الذي أدرك وجود القوة الإسرائيلية، اشتبك معهم من مسافة صفر داخل منزله، ما أدى إلى استشهاده وإفشال محاولة اختطافه.
وبرغم فشل تنفيذ الهدف، انسحبت القوة تحت غطاء ناري كثيف بعد أن اختطفت زوجة سرحان وطفله، وسط ترجيحات بأن الاحتلال يعتقد أن الشهيد سرحان كان يمتلك معلومات عن جنود إسرائيليين أسرى في غزة.
آثار العملية على الأرض
القوة الإسرائيلية تركت خلفها أدلة كثيرة: قنابل دخانية، أعقاب رصاص، ألبسة نسائية، وصندوقاً مموهاً على هيئة أمتعة نازحين. وفي بيان لألوية الناصر صلاح الدين، أكدت أن الشهيد سرحان "أفشل عملية اختطافه ببطولة"، مشددة على فشل العملية العسكرية.
الهجوم الذي استمر 20 دقيقة فقط، تخلله قصف مكثف لمناطق عدة منها حي الكتيبة، جورة العقاد، السطر الغربي، المواصي، وحتى مستودع طبي داخل مجمع ناصر الطبي. وتشير معلومات أمنية إلى أن إسرائيل استغلت موجة النزوح الأخيرة من شرق خان يونس نحو الغرب كغطاء بشري للعملية.
تكرار السيناريو
العملية تحمل أوجه شبه كبيرة بعمليات إسرائيلية سابقة، مثل عملية "النصيرات" في يونيو 2024، ومحاولة تسلل في خان يونس عام 2018، والتي كشفتها كتائب القسام حينها. ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يعيد استخدام نفس السيناريو: تنكر، كثافة نارية، وتضليل ميداني... لكن دون نتائج ملموسة حتى الآن.