إسرائيل تكثف ضرباتها في غزة: 160 هدفاً خلال ساعات ونتنياهو يلمح إلى "احتلال كامل" للقطاع

في تصعيد جديد للحرب المستمرة على قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه استهدف أكثر من 160 هدفاً في مختلف أنحاء القطاع خلال الساعات الماضية، ضمن ما يسميه "عملية عربات جدعون"، التي تتواصل منذ أسابيع دون توقف.
وجاء في بيان الجيش أن الغارات شملت أهدافاً متعددة، حيث تم ضرب خلايا للمقاومة ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع ومبانٍ توصف بأنها "عسكرية" في شمال القطاع. أما في وسط غزة، فاستهدفت الطائرات الإسرائيلية أنفاقاً تحت الأرض ومستودعات للأسلحة، فيما شملت الضربات في الجنوب "غرف عمليات ومبان مفخخة"، وفق البيان.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكّد من جانبه استمرار "القتال الضخم والمكثف" في غزة، ملمحاً إلى نية إسرائيل بفرض "السيطرة الكاملة" على كافة مناطق القطاع. وأضاف خلال تصريحات صحفية صباح اليوم: "جيشنا يقوم بعمل عظيم هناك، لكن لا يمكنني الخوض في التفاصيل حالياً".
وفي خطوة اعتُبرت تراجعاً مؤقتاً عن تشديد الحصار، أشار نتنياهو إلى إدخال "الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية" إلى غزة، قبل أن يتهم حركة حماس بالاستيلاء عليها، ما دفعه لوقفها مجدداً.
لكن خلف الكواليس، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى ضغوط أميركية واضحة، حيث نقلت عن نتنياهو قوله في اجتماع للكابينيت إنه يخشى من فقدان الدعم الجمهوري في واشنطن إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات بشكل تام. ووفقاً للتقارير، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وافق على دخول عدد محدود من الشاحنات إلى غزة يومياً لتجنب هذا السيناريو.
أما وزير المالية اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش، فذهب أبعد من ذلك بتصريح صادم، قائلاً إن "سكان غزة سيتجهون جنوباً، ومن هناك سيغادرون إلى دول أخرى"، في إشارة إلى مخطط تهجير غير مباشر. وأضاف: "نحو الاحتلال الكامل للقطاع بعد أن دمرناه تماماً. الجيش لا يترك حجراً على حجر".
الهجمات المتواصلة واللغة التصعيدية من قادة إسرائيل تثير مخاوف دولية متزايدة من كارثة إنسانية أكبر في غزة، حيث لا تزال آلاف العائلات محاصرة في ظروف قاسية، وسط دمار هائل وانهيار كامل للبنى التحتية الصحية والخدمية.