بوابات حديدية جديدة تخنق القدس وبيت لحم.. الاحتلال يعمّق عزل الضفة الغربية

في مشهد يتكرر يوميًا لكن بحدة أكبر، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة خنق المدن والبلدات الفلسطينية، وهذه المرة بنصب بوابات حديدية جديدة قرب القدس وبيت لحم، وسط تصعيد أمني متسارع منذ بدء الحرب على إيران.
صباح الأحد، شرعت قوات الاحتلال بتركيب بوابة حديدية ضخمة على المدخل الرئيسي لبلدة حزما شمال شرق القدس، وذلك في الاتجاهين، مما يعزل البلدة عن محيطها ويجعل حركة الدخول والخروج خاضعة لسيطرة عسكرية مشددة. وتأتي هذه البوابة بعد سنوات من وجود أخرى عند المدخل الجنوبي للبلدة، المعروف باسم “طبلاس”، ليصبح سكان حزما محاصرين من الشمال والجنوب.
وفي بيت لحم، أزالت قوات الاحتلال السواتر الترابية التي كانت تسد الجسر الرابط بين بيت تعمر وزعترة، واستبدلتها ببوابة حديدية تُغلق وتُفتح وفقًا لمزاج الجنود على الحاجز، لتُضاف إلى عشرات الحواجز المنتشرة في المنطقة.
القدس القديمة، التي تعاني أصلًا من الكساد الاقتصادي والإغلاق الأمني منذ 7 أكتوبر 2023، تلقت مزيدًا من الضربات، حيث تمنع قوات الاحتلال دخول أي شخص إليها إلا سكانها، بحجة “الأوضاع الأمنية”. المشهد هناك قاتم، مع استمرار إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الثالث على التوالي، ما ضاعف من عزلة المدينة وأحبط آمال التجار والمصلين والسكان.
هذه الخطوات ليست معزولة، بل تأتي ضمن سياسة ممنهجة لعزل الضفة الغربية المحتلة. فمنذ بدء العدوان على إيران قبل أيام، فرضت إسرائيل إغلاقًا شاملاً على الضفة، ومنعت تنقّل الفلسطينيين بين القرى والمدن، ما أعاق وصول الآلاف لأماكن عملهم، وقطع الطلاب عن جامعاتهم ومدارسهم.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ارتفع عدد الحواجز الإسرائيلية في الضفة إلى نحو 900، منها 146 بوابة حديدية تم نصبها بعد 7 أكتوبر 2023 فقط. ومنذ بداية العام الجاري، أُضيفت 18 بوابة جديدة. الأسوأ من ذلك أن نحو 85% من هذه الحواجز والبوابات مغلقة، بينما الطرق البديلة التي يعتمد عليها السكان تُغلق بشكل عشوائي ومتكرر.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين، من خلال قطع الطرق، وتقييد الحركة، وتحويل حياة الناس إلى متاهة يومية من التفتيش والإذلال.
وبينما تنشغل العناوين بالحرب في الإقليم، تتسارع الخطط الإسرائيلية على الأرض لفرض واقع جديد، لا يترك للفلسطينيين سوى الجدران والبوابات الحديدية.