تقدم مفاجئ في مفاوضات الرهائن بين إسرائيل وحماس رغم الجمود والضغوط

رغم التوتر الإقليمي والحرب المفتوحة، يبدو أن ملف الرهائن بين إسرائيل وحماس عاد إلى الطاولة من جديد. صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية كشفت عن تطورات إيجابية في المفاوضات "الراكدة" بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بحسب مصادر أمريكية وخليجية.
الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية أشار إلى أن وفداً إسرائيلياً قد يغادر قريباً إلى الدوحة بهدف تحريك المحادثات مجدداً، بعد شهور من التجميد والفشل في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. هذه المعلومات وصلت أيضًا إلى عائلات الرهائن، ما زاد من ضغطهم على الحكومة.
ورغم امتناع المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين عن التعليق، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقرّ بوجود "فجوة" في التفاهمات، لكنه أشار إلى أن "تعليمات واضحة صدرت لمواصلة التفاوض". وقال في بيان رسمي:
"لن أتخلى عن أحد. أطلقنا سراح أكثر من 200 رهينة حتى الآن، وسنكمل المهمة بإطلاق سراحهم جميعاً وتدمير حماس."
لكن هذه التصريحات لم تلقَ ترحيبًا لدى هيئة عائلات الرهائن، التي ردّت برسالة غاضبة قالت فيها:
"كفى وعوداً دون نتائج. المختطفون الأحياء لا يملكون وقتًا إضافيًا، والموتى قد يُنسَون إلى الأبد."
وأضافت الهيئة مخاطبة نتنياهو: "أرسل وفدًا إلى الدوحة الآن. بدون عودة الرهائن، لن يتحقق أي نصر."
في الكواليس، تستمر اللقاءات المكثفة. السبت الماضي، عُقد اجتماع تقييمي برئاسة الوزير رون ديرمر، تلاه جلسة في مكتب نتنياهو بمشاركة منسق الجيش اللواء غال هيرش، لبحث تقدم المفاوضات وسط الضغوط الأمريكية المتزايدة.
حتى "الكابينيت" السياسي – الأمني عقد اجتماعًا خاصًا حول ملف الرهائن، وصفته الصحف بأنه محاولة للتمويه قبيل الضربة الإسرائيلية ضد إيران مساء الخميس الماضي. في المقابل، ورغم رفض حماس صيغة "مخطط ويتكوف" الجديد، عاد نتنياهو ليصرّح بأن هناك "تقدمًا ملحوظًا" في المفاوضات – وهو تصريح تراجعت عنه رئاسة الوزراء لاحقًا، واصفة التقدم بأنه "بعض التقدم فقط".
المفاوضات، التي تتوسط فيها قطر بدعم من الولايات المتحدة، عادت إلى الواجهة لكن دون وضوح حقيقي بشأن نتائجها. في الوقت نفسه، تواصل عائلات الرهائن حملاتها الشعبية والضغط الإعلامي، في محاولة لإنقاذ من تبقّى أحياء في غزة قبل فوات الأوان.