الشلل يزحف على أطفال غزة: مرض نادر ينتشر بسبب التجويع وتلوث المياه وسط غياب العلاج

على سرير بمستشفى متهالك في غزة، يرقد الطفل أحمد (13 عامًا) عاجزًا عن تحريك قدميه، ضحية جديدة لما وصفه الأطباء بـ**"الشلل الرخو الحاد"** الناتج عن متلازمة غيلان باريه – مرض مناعي نادر وخطير يُهاجم الجهاز العصبي.
وزارة الصحة في غزة أعلنت عن 95 إصابة مؤكدة بالمتلازمة، نصفهم أطفال، و3 وفيات حتى الآن، وسط تحذيرات من "انتشار مقلق وسريع". المشكلة الأكبر؟ انعدام العلاج؛ فدواء "الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG)" غير متوفر تمامًا في القطاع المحاصر.
السبب؟ مزيج قاتل من التجويع الممنهج، تلوث المياه، وانهيار المنظومة الصحية تحت ضغط الحرب والحصار. وفق الأطباء، يبدأ المرض بتنميل في الأطراف، ثم يتحول إلى شلل، وصولًا لتوقف التنفس والموت.
الأطباء يتحدثون عن كارثة صحية جماعية تلوح في الأفق، مع تسجيل عشرات الحالات الأخرى لأمراض السحايا والالتهابات المعوية بين الأطفال والبالغين، بينما تمنع سلطات الاحتلال إدخال أي مساعدات طبية.
الشلل لا يأتي من المرض وحده، بل من قرار سياسي استخدم الجوع كسلاح جماعي، كما قالت مؤسسات حقوقية، وحذرت من أن أجساد الأطفال قد تتحول إلى مقابر مفتوحة إن لم يتحرك العالم.
في مارس 2025، أعلن رئيس وزراء الاحتلال منع إدخال المساعدات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. أين منظمة الصحة العالمية؟ وأين العدالة؟