نتنياهو يطرح "الهجرة الطوعية" لغزة ومحادثات مع جنوب السودان لاستقبال الفلسطينيين

في تصريحات مثيرة للجدل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته "ستسمح" لسكان غزة بمغادرة القطاع إذا أرادوا، في إطار ما سماه بـ"الهجرة الطوعية". الفكرة التي تتقاطع مع رؤية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أثارت موجة جديدة من المخاوف حول مخطط تهجير جماعي للفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر عن محادثات إسرائيلية مع جنوب السودان لبحث إمكانية نقل فلسطينيين من القطاع إلى أراضيها، في خطوة يعتبرها كثيرون إعادة إنتاج لمشهد النكبة عام 1948.
الهجرة الطوعية على طريقة نتنياهو
نتنياهو، في مقابلة مع قناة "آي 24"، أوضح أن الخطة تقوم على منح سكان غزة فرصة مغادرة مناطق القتال، بل والقطاع كله، إذا رغبوا، قبل "التحرك بكل القوة" ضد من يبقى هناك. وأشار إلى أن حالات مشابهة حدثت في حروب سوريا وأوكرانيا وأفغانستان، داعيًا الدول التي تعلن دعمها للفلسطينيين إلى فتح أبوابها لهم.
دعم من اليمين المتطرف ورؤية ترامب
خطة التهجير الطوعي ليست جديدة؛ فقد دعا إليها سابقًا وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، وتتماشى مع رؤية ترامب التي تقترح ترحيل جزء من سكان غزة وتطوير القطاع كوجهة سياحية. هذه الدعوات أثارت رفضًا فلسطينيًا واسعًا وإدانات دولية باعتبارها تهديدًا لهوية الشعب الفلسطيني.
محادثات سرية مع جنوب السودان
في موازاة التصريحات، أكدت وكالة "أسوشيتد برس" أن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان لبحث استقبال فلسطينيين من غزة، وربما إنشاء مخيمات مؤقتة هناك بتمويل إسرائيلي. لم تكشف وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تفاصيل، بينما التزمت جوبا وواشنطن الصمت بشأن فحوى المفاوضات.
رفض مصري وضغوط دبلوماسية
مصادر مصرية أوضحت أنها على علم بمحاولات إسرائيل إيجاد دول تستقبل الفلسطينيين منذ أشهر، وأن القاهرة ضغطت على جنوب السودان لرفض العرض، خشية تدفق اللاجئين نحو أراضيها. كما أشارت التقارير إلى أن محادثات مشابهة جرت مع السودان، الصومال، وإقليم "أرض الصومال" الانفصالي، دون نتائج معلنة.
عودة هواجس النكبة
بالنسبة للفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان، فإن أي مسعى لتهجير سكان غزة قسرًا يمثل انتهاكًا للقانون الدولي ويعيد للأذهان ذكريات النكبة عام 1948، حين أُجبر مئات الآلاف على مغادرة ديارهم. هذه الذاكرة الحية تجعل من أي خطة مشابهة خطًا أحمر في الوعي الفلسطيني والعالمي.
الجدل حول "الهجرة الطوعية" ومحادثات جنوب السودان يسلط الضوء على مستقبل غزة وسط الحرب. هل نحن أمام حل إنساني أم بداية فصل جديد من التهجير القسري؟ شاركنا رأيك.