إطلاق نار وسط الضفة.. جرح مستوطن وتشديد القبضة الإسرائيلية بالمدن والقدس

تتسارع الأحداث في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة مستوطن بجروح طفيفة إثر عملية إطلاق نار قرب مستوطنة ملاخي هشالوم الواقعة بين رام الله ونابلس.
في المقابل، تواصل قوات الاحتلال عمليات اقتحام واعتقال وهدم، فيما تشهد المقدسات الإسلامية في القدس والخليل انتهاكات متكررة، تعكس تصعيداً ممنهجاً يوازي حرب الإبادة المستمرة على غزة.
أولاً: تفاصيل عملية إطلاق النار
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن مستوطناً أصيب بجروح طفيفة بعدما استهدف مسلحون سيارة قرب مستوطنة ملاخي هشالوم وسط الضفة الغربية.
- جيش الاحتلال أعلن عن فتح تحقيق ووصف الحادث بأنه "حدث أمني خطير".
- تم إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة إلى محيط المستوطنة.
- أغلقت قوات الاحتلال مداخل ومخارج بلدة ترمسعيا القريبة، في خطوة وصفتها مصادر فلسطينية بأنها "عقاب جماعي".
ثانياً: حملات اعتقال متواصلة
بالتوازي مع الحادث، واصلت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية المستمرة منذ أكثر من 200 يوم في الضفة الغربية:
- اعتقال 5 فلسطينيين من طولكرم، بينهم أسير محرر.
- اعتقال شاب آخر في سلفيت، وسط اقتحامات للمنازل.
- عمليات دهم في الخليل ورام الله والبيرة وطوباس.
- إصابة شاب فلسطيني بالضرب المبرح أثناء اقتحام مخيم الفارعة.
هذه الاعتقالات تأتي ضمن سياسة استنزاف مستمرة تهدف إلى إضعاف الحاضنة الشعبية الفلسطينية، بحسب منظمات حقوقية.
ثالثاً: هدم المنازل وتشريد العائلات
لم تتوقف الاعتداءات عند الاعتقالات، بل وصلت إلى سياسة الهدم في مناطق الأغوار الشمالية:
- جرافات الاحتلال شرعت بهدم منازل في عين الحلوة.
- الهدف المعلن "منطقة عسكرية مغلقة"، لكن النتيجة طرد عشرات العائلات الفلسطينية من أراضيها.
- تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان أشار إلى أن الاحتلال والمستوطنين نفذوا أكثر من 466 اعتداءً في يوليو/تموز الماضي فقط، بينها عمليات ترحيل قسري لمجتمعات بدوية.
رابعاً: القدس.. المسجد الأقصى تحت الحصار
شهدت باحات المسجد الأقصى اقتحامات جديدة لمجموعات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال:
- مستوطنون قاموا بجولات استفزازية وأدوا طقوساً دينية داخل الباحات.
- قوات الاحتلال شددت القيود على المصلين، خصوصاً عند بوابات الأقصى وفي البلدة القديمة.
- خلال الأسبوعين الماضيين فقط، شارك أكثر من 4761 مستوطناً في اقتحامات الأقصى، بينهم وزراء وأعضاء كنيست.
خامساً: الحرم الإبراهيمي تحت الاحتلال
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أدانت إغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل بحجة الأعياد اليهودية:
- الوزارة أكدت أن الحرم "حق إسلامي خالص".
- الشيخ معتز أبو سنينة وصف الخطوة بأنها "انتهاك صارخ لحرية العبادة".
- دعوات محلية للتحرك العاجل لوقف هذه الممارسات التي تتكرر في مواسم الأعياد الإسرائيلية.
سادساً: حصيلة مأساوية للضفة
إلى جانب حرب الإبادة على غزة، تحولت الضفة الغربية أيضاً إلى ساحة قتل واعتقالات:
- أكثر من 1015 شهيداً منذ أكتوبر 2023.
- نحو 7 آلاف جريح.
- أكثر من 18,500 معتقل، وفق بيانات فلسطينية رسمية.
هذه الأرقام تضع الضفة في قلب التصعيد، وتكشف أن الاحتلال يتعامل معها باعتبارها جبهة موازية للعدوان على غزة.
بين إطلاق النار في المستوطنات، والاعتقالات اليومية، والاقتحامات للمقدسات، تبدو الضفة الغربية على صفيح ساخن لا يقل خطورة عن غزة.
هل يمكن أن تشكل هذه الأحداث مقدمة لمرحلة مواجهة أشمل؟ وكيف سينعكس ذلك على مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في الفترة المقبلة؟