أطباء بلا حدود: غزة تواجه إبادة جماعية.. أكثر من مليون إنسان في "رحلة رعب" جديدة

ملخص :
منظمة "أطباء بلا حدود" أطلقت صفارة الإنذار مجددًا، مؤكدة أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، بعدما تلقى أكثر من مليون فلسطيني أوامر عاجلة بإخلاء مدينة غزة تمهيدًا لهجوم بري موسع. الأمين العام للمنظمة كريستوفر لوكيير وصف الوضع بأنه "إبادة جماعية ممنهجة"، مشددًا على أن الهروب من القصف لم يعد ممكنًا لآلاف المسنين والمرضى والحوامل والجرحى.
رعب متجدد وسط دمار شامل
المنظمة أوضحت أن الناجين من القصف سيجدون أنفسهم في مناطق مكتظة في وسط وجنوب القطاع، تفتقر إلى أبسط مقومات البقاء. لا ماء ولا غذاء كافٍ، والمستشفيات تعاني من قصف متكرر ونقص حاد في الإمدادات.
أرقام وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حجم الكارثة: أكثر من 64 ألف شهيد، بينهم 20 ألف طفل، بينما لا يزال الآلاف تحت الأنقاض. هذه الأرقام، تقول "أطباء بلا حدود"، قد تكون مجرد قمة جبل الجليد، إذ تتصاعد المجاعة بفعل سياسة "العقاب الجماعي" وحرمان السكان من الغذاء والدواء.
قصف ممنهج للمستشفيات
المنظمة شددت على أن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل متعمد المرافق الصحية، من مستشفيات إلى مراكز طبية، ما جعل إنقاذ الأرواح شبه مستحيل. عشرات الأطباء والممرضين قُتلوا أو أصيبوا، بينهم 12 من كوادر "أطباء بلا حدود"، فيما لا يزال الطبيب محمد عبيد معتقلًا منذ أكتوبر 2024.
سلاح التجويع يفتك بالنساء والأطفال
التقرير كشف أن 25% من النساء الحوامل أو المرضعات يعانين من سوء تغذية حاد، ما يرفع معدلات الإجهاض والوفيات المبكرة للأطفال. أما الأطفال، فالموت يتهددهم ليس فقط تحت القصف، بل من أمراض يمكن علاجها بسهولة مثل الإسهال المائي، حيث عالجت المنظمة 4,000 حالة الشهر الماضي وسط غياب مياه نظيفة للشرب.
مسؤولية دولية غائبة
"أطباء بلا حدود" اتهمت الحكومات الداعمة لإسرائيل بالتواطؤ، مؤكدة أن المساعدات القليلة تُستخدم كسلاح سياسي. المنظمة طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل، وحماية الطواقم الطبية.
في ختام بيانها، شددت المنظمة على أن 1,399 من موظفيها في غزة يعيشون المأساة يوميًا، محملة قادة العالم المسؤولية الكاملة: "بإمكانهم وقف الإبادة الجماعية، لكن السؤال: هل يملكون الإرادة؟".