تحذيرات إسرائيلية من اقتحام غزة: ثمن للأسرى وصداع عزلة دولية يتضخم

ملخص :
هل يدفع الأسرى والجنود الثمن؟
يتجه النقاش داخل إسرائيل إلى نقطة الاشتعال. محللون وقادة أمنيون سابقون يحذّرون على الهواء من أن خطة احتلال مدينة غزة ستُكلِّف أرواحًا بين المحتجزين والجنود، بينما تتدحرج صورة إسرائيل عالميًا نحو خانة “الدولة المنبوذة”، وفق تعبير ضيوف قنوات إسرائيلية. مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13، أور هيلر، أكّد أن هذا الأسبوع سيشهد تصعيدًا في الاستعدادات الميدانية، وأن الفرق المكلّفة أكملت جاهزيتها لعملية وُصفت بالحاسمة.
جلسة مغلقة.. وتحذير صريح
سليمان مسودة، مراسل “كان 11”، نقل عن نقاش أمني مصغّر دام خمس ساعات: قادة الأجهزة الأمنية قالوا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن عملية “عربات جدعون 2” في قلب مدينة غزة “ستؤدي بالضرورة إلى مقتل بعض المخطوفين”. الردّ، بحسب التسريبات: “رغم ذلك سنمضي”. في المقابل، يرى ياريف أوبنهايمر من حركة “السلام الآن” أن إطالة أمد الحرب تخدم حماس أكثر مما تخدم إسرائيل، وأن الصفقة كان يجب أن تُبرم منذ وقت طويل لإعادة الأسرى.
عزلة تتسع.. من السياسة إلى الشارع العالمي
على الشاشات العبرية ودوائر النقاش، تمدّد توصيف العزلة. ميخال إيعاري، المعرّفة كخبيرة في شؤون الخليج، قالت إن إسرائيل اليوم “دولة جرباء” يهرب الجميع منها، وإن استعادة الصورة أمام الشعوب “شبه مستحيلة وتحتاج سنوات”. بالتوازي، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تبنّى إعلان حلّ الدولتين بغالبية ساحقة قُرئ داخل الاستوديوهات بوصفه “حجر الزاوية للدولة الفلسطينية”، كما قال شي غولدن (القناة 13). الصحفي آري شبيط ذهب أبعد: “نتنياهو الذي حارب الدولة الفلسطينية طوال حياته سيتسبب في قيامها”.
ثقافة ورياضة: تسونامي مقاطعة
القناة 12 وصفت ما يحدث بأنه “تسونامي ضد إسرائيل” ثقافيًا ورياضيا. مراسلها في أوروبا، إلعاد سمحيوف، نقل تهديدات من إسبانيا وأيرلندا بعدم المشاركة في اليوروفيجن إذا شاركت إسرائيل، ثم انضمت هولندا وسلوفينيا وآيسلندا إلى الموقف ذاته، ما يضع اتحاد البث الأوروبي أمام صداع تنظيمي وأخلاقي. كرة الثلج طاولت أيضًا الشطرنج: منظمو بطولة مفتوحة في إقليم الباسك أبلغوا سبعة لاعبين إسرائيليين أنهم لن يتنافسوا تحت العلم الإسرائيلي، قبل أن تُزال الأعلام جميعها ويُرفع علم فلسطين داخل القاعة.
القرار الميداني والسياسي على الحافة
بين مسارين متناقضين—اقتحام شامل أو تطويق محسوب—يظلّ قرار الكابينيت رهين اعتبارات أمنية داخلية وضغط دولي خارجي. لكن “الكلفة” باتت واضحة على أكثر من مستوى: خطر مباشر على حياة الأسرى، استنزاف إضافي للجنود، وتآكل متسارع في الشرعية الدولية. ومع تحوّل مقاطعات الثقافة والرياضة إلى لغة شعبية عابرة للحدود، يصبح أي قرار بالاجتياح الكامل محفوفًا بعواقب لا تقتصر على ساحة القتال، بل تمتد إلى الاقتصاد والصورة والديبلوماسية لعقود قادمة.
الخلاصة: نافذة ضيقة قبل الانهيار
الرسالة التي تخرج من هذا المشهد: كل يوم إضافي من الحرب يُقابله يوم إضافي من العزلة. إذا قررت الحكومة الإسرائيلية المضي في احتلال مدينة غزة، فستفعل ذلك وهي تقف على أرضية دولية تهتزّ بسرعة—من قاعات الأمم المتحدة إلى منصات الثقافة والرياضة. السؤال لم يعد “هل ستُدفع الكلفة؟” بل “من سيدفعها أولًا، وبأي ثمن؟”