مصر تعلن مؤتمرًا عالميًا لإعادة إعمار غزة بعد وقف النار
القيادة المصرية تخطط لجمع الأمم المتحدة ودول المنطقة لبدء عملية إعادة إعمار شاملة فور التوصل إلى هدنة دائمة.

ملخص :
- القاهرة ستستضيف مؤتمر إعادة إعمار غزة
- المؤتمر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية
- الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار
- فرنسا والسعودية ستشاركان في رئاسة المؤتمر
- التأكيد على حل الدولتين وحدود 1967
أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. جاء الإعلان خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ونظيره الفرنسي جان-نويل بارو.
يهدف المؤتمر إلى حشد الدعم المالي والسياسي لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في القطاع بعد أشهر من القصف والاشتباكات. وسيكون بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، ما يعزز آمال سكان غزة في البدء بمرحلة التعافي.
مبادرة القاهرة ودورها الإنساني
في بيانها، شددت الخارجية المصرية على أن المؤتمر سيركز على مرحلة "التعافي المبكر" وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة بالإضافة إلى خطط إعادة الإعمار طويلة المدى. الوزير عبدالعاطي أطلع نظيره الفرنسي على التطورات الأخيرة المتعلقة بالمفاوضات لإيجاد هدنة دائمة، وكذلك جهود تسهيل وصول المساعدات وإطلاق الأسرى.
وصف عبدالعاطي الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه المدنيين. وأكد أن مصر لن تدخر جهدًا في ضمان تدفق المساعدات عبر معبر رفح وتقديم الدعم الطبي والإغاثي.
ستتم إدارة المؤتمر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية لضمان ملكية فلسطينية للعملية. كما سيشارك في رئاسته كل من فرنسا والسعودية، ما يعكس رغبة أوروبية وخليجية في دعم إعادة إعمار غزة.
أرقام تعكس الدمار الهائل في غزة
مع دخول الحرب عامها الثاني، تظهر الأرقام حجم الدمار الذي سيواجهه المؤتمر. أكثر من 57 ألف فلسطيني قتلوا خلال الحرب، ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم مليوني شخص. البنية التحتية، من شبكات المياه والكهرباء إلى المستشفيات والمدارس، تعرضت لدمار واسع، ما يجعل تكلفة إعادة الإعمار تقدر بمليارات الدولارات.
كما قُتل 465 جنديًا إسرائيليًا في العمليات البرية المستمرة، ويُعتقد أن هناك 50 رهينة إسرائيلية ما زالت محتجزة في غزة. هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة وتبرز ضرورة الوصول إلى حل سياسي شامل يوقف نزيف الدم.
التأكيد المصري على حل الدولتين، وفق حدود عام 1967، يبرز رؤية القاهرة لمستقبل الصراع. فهي ترى أن إعادة إعمار غزة لن تكون مجدية دون أفق سياسي واضح يضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
خطط المؤتمر وما بعده
بحسب البيان، سيتم دعوة دول عربية وغربية ومؤسسات مالية للمشاركة في المؤتمر، الذي سيركز على ثلاثة محاور: إعادة بناء البنية التحتية الأساسية، دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل، وتعزيز مؤسسات الحكم المحلي الفلسطيني. كما ستُطرح مشاريع لتعزيز الطاقة المتجددة والاعتماد على مصادر مياه جديدة.
يوضح الوزير عبدالعاطي أن نجاح المؤتمر مرتبط بتحقيق هدنة دائمة وتوفر بيئة أمنية مستقرة. لذلك، تعمل مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة على الضغط نحو اتفاق يضمن وقف النار وإطلاق الأسرى. ويؤكد مراقبون أن المؤتمر قد يعقد في القاهرة أو شرم الشيخ في غضون أسابيع من إعلان الهدنة.
مبادرة مصر لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة تعكس دورًا إقليميًا مهمًا في تحقيق الاستقرار والسلام. بالنسبة لجيل الشباب، هذه الخطوة تحمل رسالة أمل بأن مستقبلًا أفضل ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية والتمويل الكافي. هل تعتقد أن مؤتمر إعادة الإعمار سيحقق تحولًا حقيقيًا في حياة الغزاويين أم أن الطريق ما زال طويلًا؟