غرف التجارة الأردنية تعرض خبراتها لإعادة إعمار سوريا خلال زيارة إلى دمشق

أكد رئيس غرفتي تجارة عمّان والأردن، العين خليل الحاج توفيق، أن الغرف التجارية الأردنية مستعدة للمساهمة الفعلية في جهود إعادة إعمار سوريا، وذلك خلال زيارة رسمية لوفد من غرفة تجارة الأردن إلى العاصمة دمشق، تستمر لثلاثة أيام، وتناقش فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأوضح الحاج توفيق أن الغرف التجارية الأردنية تمتلك الخبرات والخدمات التي تؤهلها للعب دور محوري في مشاريع إعادة الإعمار، لا سيما في قطاعات البناء وتكنولوجيا المعلومات والتعليم. وأضاف: "نحن نؤمن أن التعاون الاقتصادي الأردني-السوري ليس فقط ضرورة سياسية، بل فرصة استثمارية حقيقية تفيد الشعبين".
وتأتي هذه الزيارة ضمن مساعي القطاع الخاص الأردني لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، حيث من المقرر أن يعقد الوفد سلسلة اجتماعات مع الغرف التجارية السورية والمسؤولين في الحكومة السورية، لمناقشة المشاريع المشتركة، وخطط الربط التجاري، والتعاون في النقل والترانزيت.
من جانبه، أكد معاون وزير الاقتصاد السوري، باسل الحنان، أن سوريا ترى في الأردن شريكاً اقتصادياً حيوياً، مشيرًا إلى "توفر فرص كبيرة للعمل المشترك، ووجود إمكانيات حقيقية لتحقيق التكامل الاقتصادي في المرحلة المقبلة".
وقال الحنان إن إعادة دراسة اتفاقية التجارة المشتركة بين البلدين تُعد أولوية لدى الجانب السوري، موضحاً أن اللجان الأردنية السورية المشتركة ستجتمع في شهر تموز المقبل، بهدف وضع خارطة طريق اقتصادية تدفع بالعلاقات التجارية والاستثمارية خطوات إلى الأمام.
وأشار إلى أن العديد من السلع والمواد التي تُستخدم في مشاريع إعادة الإعمار تدخل سوريا عبر الأراضي الأردنية، ما يعزز من أهمية الأردن كشريك استراتيجي في المرحلة المقبلة. كما لفت إلى أنه سيتم العمل على تطوير البنية التحتية لمعبر نصيب الحدودي بين البلدين، ومعبر باب الهوى الذي يُستخدم في حركة البضائع والمرور، لدعم عمليات التصدير والاستيراد وزيادة حركة الترانزيت.
وشدد الحنان على أن حجم التبادل التجاري بين البلدين مرشح للارتفاع، خاصة مع وجود تسهيلات جديدة قيد الدراسة تتعلق بالجمارك وتسهيل مرور الشاحنات والبضائع.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تحركات إقليمية ودولية لدعم إعادة إعمار سوريا، خصوصاً في ظل حاجة دمشق إلى شركاء اقتصاديين ذوي خبرة لتسريع التعافي بعد أكثر من عقد من الصراع.
يُذكر أن الأردن وسوريا تربطهما علاقات اقتصادية طويلة الأمد، إلا أن حجم التبادل التجاري تأثر خلال السنوات الماضية بسبب الحرب السورية والعقوبات المفروضة، إلا أن كلا البلدين يُظهران في الآونة الأخيرة رغبة حقيقية في إعادة تفعيل قنوات التعاون التجاري والاستثماري.