غزة تحت النار: مئات الشهداء والمساعدات تتحوّل إلى مصائد موت بدعم أمريكي-إسرائيلي

غزة – الحدث+
في بيان شديد اللهجة، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجازر المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة، ووصفت استهداف الجائعين قرب نقاط توزيع المساعدات بأنها "جرائم حرب موصوفة"، تمارس ضمن سياسة إبادة ممنهجة منذ أكثر من 20 شهرًا.
وقالت الحركة إن مراكز توزيع المساعدات، التي تُدار عبر آلية "أمريكية-إسرائيلية"، تحوّلت إلى مصائد موت يُستدرج إليها المدنيون الجائعون ثم يُقصفون بدم بارد، مشيرة إلى أن الاحتلال يرتكب "عمليات تنكيل ممنهجة" ضد السكان الأبرياء، وبدعم مباشر من واشنطن.
وحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتقى خلال الـ24 ساعة الماضية 144 شهيدًا، بينهم أربعة انتُشلوا من تحت الأنقاض، فيما أُصيب 560 شخصًا بجراح متفاوِتة الخطورة، معظمهم في مناطق توزيع الإغاثة. وبهذا ترتفع حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 55,637، والإصابات إلى أكثر من 129 ألف، في واحدة من أكثر الحملات دموية في تاريخ الصراع.
من جهتها، أكدت "حماس" أن الاحتلال كثّف من استهدافه للمناطق التي سبق له أن أعلنها "آمنة"، وخاصة في محيط المواصي جنوب خان يونس، حيث تعرّضت العائلات المُهجرة مجددًا للغارات والنسف والدمار، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء بين الأطفال والنساء.
واتهمت الحركة الجيش الإسرائيلي بتقليص المساحات الآمنة بشكل متعمد، بهدف إجبار الأهالي على التنقل القسري أو الموت تحت القصف، في حين لم تعد الممرات الإنسانية آمنة ولا المساعدات متوفرة إلا بشروط الاحتلال.
"المساعدات أصبحت أداة قتل، وليست نجاة"، تقول "حماس"، داعيةً الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية لتولّي المسؤولية الكاملة عن إيصال المساعدات إلى غزة بعيدًا عن هيمنة الاحتلال. كما طالبت بتحقيق دولي فوري، وتحرك عربي وإسلامي عاجل لوقف المجازر وإنهاء "الآلية الصهيونية الدموية".
من جهة أخرى، أكد بيان وزارة الصحة أن عدد الشهداء منذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025 فقط، بلغ 5,334 شهيدًا و17,839 جريحًا، في مؤشّر على تصاعد الهجمات الإسرائيلية واستمرارها دون هوادة، حتى داخل المناطق السكنية والملاجئ المؤقتة.
وفي ظل هذا الواقع، يواجه المجتمع الدولي اختبارًا أخلاقيًا متجددًا، بينما يواصل المدنيون الفلسطينيون في غزة مواجهة أهوال يومية من القصف، والجوع، والتشريد، وسط صمت دولي لا يقل قسوة عن القذائف ذاتها.